الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

جيل النقرة

جيل النقرة

الساحة (1)

بقلم: زياد الشبح كاتب ـ فلسطين

كنا نعتقد أننا نعيش في عصر السرعة، فقد كنا ننجز العديد من الأمور خلال أيام، فإذا أردنا كتابة بحث نذهب إلى المكتبة العامة، وإذا أردنا أن نأكل وجبة معينة اتصلنا هاتفياً بالمطعم ليحضرها لنا.

لكن الآن ظهر عصر جديد أو بالأحرى جيل جديد وهو (جيل النقرة)، فالعالم بأكمله لا يبعد عنه أكثر من نقرة أصبع، إذا أراد التنقل يطلب سيارة الأجرة بنقرة، وإذا اشتهى أي نوع من أنواع الطعام نقرة ويأتي له كل ما لذ وطاب إلى بيته، وحتى التسوق الذي كان ولا يزال أحد أهم النشاطات في حياة النساء أصبح أسهل بكثير، حيث يمكن أن يعجبها زياً في أمريكا، وبنقرة زر تكون علبة أمام باب منزلها تحتوي على الزي بداخلها، خلال خمسة أيام فقط.

العديد من الناس يقول: إن هذا هو التطور الطبيعي، ولكني أعارض ذلك، فبسبب «النقرة» أصبح لدينا جيل كامل لا يستوعب معنا العمل الجاد وخبرة السنوات والنحت في الصخر.. جيل يطالب بكل حقوقه ولا يفهم أن الحقوق تكتسب ولا تعطى، جيل لا يستوعب أن عليه واجبات مطلوبة منه تجاه نفسه وأسرته ووطنه والعالم من حوله، جيل يستغرب كلمات مثل: الصبر، الانتظار، المعرفة دون استخدام غوغل، الحفظ.. والممارسة.

لا أعيب عليهم ذلك، ولكن خوفي من أن يتحول كل شيء لنقرة منذ ولادتنا وحتى مماتنا، وأحد الأدلة هو الحرب التي أصبحت الآن تقاد بالذكاء الاصطناعي والدرون والضربات بعيدة المدى كما كانت إدارة أوباما تفعل، واشتهرت بذلك ضد طالبان في أفغانستان، فهل يأتي يوم يتحول فيه فيلم «المدمر» أو Terminator إلى حقيقة، وينتفض الذكاء الاصطناعي على البشر ويطالب بسيادة الأرض؟.. الأيام كفيلة بالإجابة عن سؤالي.