السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

واجبات وحقوق

كثير من مسائل الحياة تدور بين الواجبات والحقوق، فالواجبات مدارها على الإنسان نفسه، بينما الحقوق تتعلق بواجبات الآخرين تجاهك، ومعظم الناس في أيامنا يركزون على الحقوق ويغفلون عن الواجبات، فأصبح الواحد منا يركز على واجب الآخرين تجاهه ويغفل عن الواجب عليه، فالزوج يركز على حقوقه على زوجته ويغفل تماماً عن واجباته تجاه الأسرة والأبناء، فتتعرض الأسرة لمشاكل كبيرة، والزوجة أيضاً تنظر إلى حقوقها على زوجها، وتتناسى الواجبات التي تجب عليها تجاه أسرتها، ولو فكر كل منهما في الواجب عليه، وسعوا لإبراء ذمتهم عند الله لوجدوا خيراً عظيماً. وفي الوظائف يركز كثير من الموظفين على حقوقهم والامتيازات المخصصة لهم، والترقيات التي ينبغي أن تكون لهم، ويغفلون عن الواجبات عليهم، وإبراء ذمتهم تجاه العقد الذي بينهم وبين المؤسسة التي يعملون فيها. وكذلك بعض المديرين ينظرون إلى الواجب على الموظف تجاه جهة العمل، ويغفل عن واجب المدير تجاه الموظفين والأمانة العظيمة التي ألقيت عليه، وكذلك بعض الشعوب تفكر في حقوقها على ولاة الأمر دون أن تكترث بالواجب عليها تجاه وطنهم وبلادهم، فلا يغيرون من أنفسهم أبداً، وبعض الولاة الظلمة ينظر إلى الواجب على الرعية ويغفل عن الواجب عليه، فهل لاحظتم أثر هذا الخلل الكبير في التفكير على الأمور من حولنا؟ نسمع من بعض خبراء الإدارة كلمة جميلة يقولونها (كن أنت التغيير الذي تحلم به)، فلو أن كل واحد منا غيّر نفسه، وسعى بجد واجتهاد لأداء الحقوق الواجبة عليه، فإن المجتمع سيجني من وراء هذا التغيير نتائج مبهرة، فالزوج الذي يسعى لأداء الواجب عليه بكل حب وتضحية والزوجة التي تسعى لأداء الواجب عليها سيكون لفعلهما أثر حسن جميل على استقرار الأسرة، والموظف الذي يتقن عمله، ويسعى لتحليل راتبه سيرجع إلى منزله، ويشعر براحة وسعادة ورضا عن النفس، ولو لم ينل بعض الامتيازات، فرضا النفس أهم من الامتيازات، فإذا أردنا تغييراً حقيقياً في حياتنا فعلينا أن نسعى في أداء الواجب علينا ونحاسب أنفسنا على ذلك. [email protected]