الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نحت بالمقرنصات والنيون

يحفل مهرجان الفنون الإسلامية بأعمال إبداعية متنوعة، أبرزها عمل الفنان الإيطالي مسيمو أوبيرتي الذي يحمل عنوان «بلا نهاية» ويجسد عبره قصر الحمراء في غرناطة. ويشارك الفنان البريطاني ماثيو سيموندز بعمل «الفن والطبيعة» مزج فيه بين الرياضيات والهندسة للتعبير عن العمارة الإسلامية والمقرنصات التقليدية، إلى جانب عمل للفنان داي دريمرز من هونغ كونغ يحمل عنوان «القناطر اللولبية». وتعتمد فكرة عمل الفنان الإيطالي مسيمو أوبيرتي على تأليف غرف من أربعة أبواب تطوق فضاء ميتافيزيقياً، وضمن هذا الفضاء يذوب تصورنا للزمن والمكان عبر الهندسة الضوئية. وأوضح أوبيرتي أن الجميع مدعوون للدخول إلى هذا الفضاء الآسر لحدوده المتخيلة غير الملموسة، واختبار شعورنا حيث نحن، لندرك أن لأعيننا قدرة هائلة لكي تطوف إلى ما لا نهاية. وأفاد بأن هندسة النيون المستخدمة في المشروع نتيجة مزيج متنوع لعناصر عدة غنية، وتقاطعات تجمع ما بين الحاضر والماضي. أما الباب فاستلهم طرازه من قصر الحمراء في غرناطة، ويتكرر هذا النموذج في جوانب الغرفة الأربعة، وهو دلالة على الاحتمالات اللانهائية للولوج والخروج من بعد الزمن، ويعبر المشروع عن العمارة المعاصرة في ضوء نظرة إبداعية. ويتحول العمل إلى آلية تتيح السفر عبر الزمن، وهي في الوقت نفسه تركيب فني معتمد على الضوء، مكون من أنابيب نيون زجاجية مصنوعة يدوياً، ينتج عنها صور ثلاثية الأبعاد يشكل فيها المشاهد جزءاً من العمل. وفي سياق متصل، شارك الفنان البريطاني ماثيو سيموندز في مهرجان الفنون الإسلامية، عبر عمل فني يحمل عنوان «الفن والطبيعة»، مستعيناً بالرياضيات والهندسة للتعبير عن ما هو مقدس، ومعبراً عن جمالية العمارة الإسلامية. وتلتزم جميع عناصر التصميم بمجموعة واحدة من المبادئ، واستناداً إلى الأمثلة التاريخية تستكشف منحوتات ماثيو المبادئ التوجيهية للتصميم المعماري الإسلامي، عبر خلق مساحات صغيرة وتفاصيل دقيقة، وعبر النحت المباشر على الحجر في تكوينه تتحدد أشكال المنحوتات في الحجر. وأكد ماثيو سيموندز أن تكوينه النحتي ناتج عن بحثه الدائم في مجال المقرنصات التقليدية والقناطر الهندسية، خصوصاً أنها تستخدم في بناء المساحات المقببة. وأشار إلى أنه ترك سطح الحجر الجيري الحامل للتصميم على حالته الطبيعية، ما يشكل بذلك تبياناً واضحاً مع البنية الهندسية المنضبطة للنحت، وذلك نتيجة لاجتماع الإبداع الفني البشري والخلق الإلهي المتجسد في الطبيعة. ويصور العمل قبة مبنى مخطط بشكل مركزي، ومشهداً طبيعياً يحتل في النحت الهندسي مكان وادٍ شكّلته الطبيعة. من جانبه، أبدع الفنان داي دريمرز عملاً في وسط واجهة المجاز المائية أطلق عليه «القناطر اللولبية»، يمثل رحلة مستوحاة من القناطر وقيمتها التاريخية، ويهدف إلى استكشاف تطور القناطر في العمارة الإسلامية. ويتألف العمل من 100 طبقة من القناطر، صُممت لتشكل ممراً طويلاً يوصل إلى فناء داخلي، يحتضن نموذجاً مجرداً من العمل الفني على شكل نافورة تعكس أصل هذه الرحلة عبر القناطر.