الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

جثة رضيع تجسد مُعاناة مسلمي الروهينغيا

يُعتبر مسلمو الروهينغيا من أكثر الأقليات تعرضاً للاضطهاد في العالم، وتعتبرهم حكومة ميانمار (نحو 800 ألف روهينغي) مجرد مُهاجرين بنغاليين رغم أنهم عاشوا لأجيال في ولاية راخين. ترفض الدولة الاعتراف بهم، وتحرمهم من حقوق المواطنة، وتشن ضدهم حملة تطهير عرقي واسعة منذ عام 2012، عقب مصادمات بينهم وبين البوذيين. كتبت ريبيكا رايت، لموقع سي إن إن، عن صورة لجثة الطفل محمد (16 شهراً)، وهو مُمدد على الأرض ووجهه في الوحل. غرق محمد أثناء فرار عائلته من ولاية راخين التابعة لميانمار إلى بنغلاديش. تشبه صورة محمد الصورة الشهيرة للطفل السوري آلان كردي، الذي عُثر عليه ميتاً على شاطئ تركي في أغسطس 2015، بعد فرار عائلته من الحرب الأهلية السورية. صرّح زافور علام والد الطفل لمحطة سي إن إن «تمنيت الموت حين رأيت الصورة، ليس هناك قيمة للحياة في هذا العالم». أشار علام إلى أنه اضطر إلى الفرار من قريته بعد هجوم شنته المروحيات وجنود الجيش على القرية، لافتاً إلى أنه هرب مع عائلته إلى الغابة بعد أن أحرق الجنود جميع منازل القرية. سرد علام تفاصيل رحلة الفرار، ومُعاناة العائلة في الاختباء والبحث عن الطعام والهرب من مُطاردة الجنود. انفصل علام عن عائلته في الغابة، وتمكن من الوصول إلى نهر ناف الذي يفصل ميانمار عن بنغلاديش، مُشيراً إلى أنه سبح في النهر وأنقذه صيادون من بنغلاديش وساعدوه على عبور الحدود. طلب علام من الصيادين مُساعدة زوجته وأولاده في عبور النهر، واتصل بزوجته هاتفياً ليعرف مكانها، وأثناء عبور العائلة مع آخرين النهر على متن قارب أحد الصيادين، فتحت الشرطة النار عليهم، فاضطر الرجل إلى التحرك بقاربه على الفور، إلا أن القارب غرق لكثرة من كانوا على متنه. عرف علام بغرق القارب في الخامس من ديسمبر الماضي من صديق اتصل به، وأخبره أنه التقط صورة لجثة ابنه محمد بكاميرا الهاتف الجوال، ثم أرسلها إليه. نُقل علام إلى مركز تيكناف للاجئين في مدينة ليدا جنوب بنغلاديش، وهو في حالة من الذهول. وصف لحظة رؤية الصورة لمراسلة سب إن إن بقوله: «أصابني الخرس، ومن الصعب أن أتحدث عن ابني، وأن أصف مدى حبي له، وحب أهل القرية جميعاً له»، كما يصف مشاعره «أنا الآن وحيد بعد موت زوجتي وأطفالي، انتهت حياتي». تكررت قصة عائلة علام مع الكثير من عائلات الروهينغيا أثناء فرارهم إلى بنغلاديش، فقد صرّحت منظمة الهجرة الدولية أن نحو 34 ألفاً منهم عبروا الحدود أخيراً. وعلى جانب آخر، صرحت يا آيا سو المتحدثة باسم حكومة ميانمار بأن تلك القصة نوع من الدعاية السياسية، ووصفتها بالمُفبركة، مُشيرة إلى أن استهداف المروحيات للقرية كان بهدف القضاء على أحداث شغب قام بها مُسلحون، نصبوا كمائن لقوات الجيش. دأبت حكومة ميانمار على نفي الاتهامات الموجهة إليها بانتهاك حقوق الإنسان، إلا أنها أعلنت التحقيق قبل أيام في أعمال وحشية اقترفتها الشرطة، عقب ظهور مقطع فيديو يُظهر ضرب قرويين من مسلمي الروهينغيا بوحشية. من جانبه، طالب علام المجتمع الدولي بعدم السماح للحكومة بسفك المزيد من الدماء «أريد أن يعرف العالم أجمع أن حكومة ميانمار سوف تقتل جميع مسلمي الروهينغيا إذا سنحت لها الفرصة».