الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الرؤية ضبابية

الإشادة الكبيرة التي قوبل بها قرار تشكيل لجنة الحوكمة والرقابة المالية، دليل على نجاعة القرار الذي من شأنه أن يعيد ترتيب الأوراق التي بعثرتها الديون في أنديتنا، والتفاعل الذي لقيه قرار تشكيل لجنة الحوكمة المالية من جانب المعنيين أمر إيجابي، ولكن العملية ليست بالسهولة التي يتصورها الكثيرون بما فيهم أعضاء اللجنة، ومن يدرك حقيقة أنديتنا والطريقة التي تدار بها الموازنات المالية وأوجه صرفها، بإمكانه تلمس صعوبة مهمة اللجنة التي لن تتمكن من مراقبة الجوانب المالية في أنديتنا، إذا لم توجد آلية واضحة ولم تجد التعاون المطلوب من قبل إدارات الأندية. هناك من يتصور أن المبالغة سببها رواتب اللاعبين المواطنين نتيجة المزايدات التي يقوم بها وكلاء اللاعبين، بينما الواقع مغاير تماماً لأن ما يدفع لعقود اللاعبين الأجانب والمدربين، يمثل مصدر الهدر الرئيس في أنديتنا، والإدارات تتحمل مسؤولية ذلك، ومن ثم فإن الحديث عن تحديد سقف للاعبين المواطنين يخالف قانون العرض والطلب، ولا يوجد نظام احترافي في العالم يضع سقفاً لرواتب اللاعبين، والإصرار على ذلك سيعجل بفشل اللجنة، لذا فإن البحث عن آلية متقنة تضمن حقوق اللاعبين المواطنين وتحقق التنافسية المطلوبة ووضع أطر واضحة لعقود الأجانب، هو الطريق الأمثل لإنقاذ أنديتنا من عبث الإدارات. كلمة أخيرة الحوكمة والرقابة المالية شعار جميل وفكرة رائدة ولكنها برؤية ضبابية، لأنها تفتقد الوضوح. [email protected]