الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

تخطي الساموراي وأمور أخرى

لم يسبق للفريق الوطني الإماراتي أن وضع تصوراً عن أن الساموراي الياباني بإمكانه أن يفتعل طوفاناً كروياً في استاد محمد بن زايد، خصوصاً أن الضيوف أنفسهم فوجئوا في آخر لقاءات هذه المجموعة التي تضم معهما كلاً من تايلاند والعراق إضافة لأستراليا والفريق السعودي. فكرة الصدارة التي يطرحها الضيف تعني تحقيق شيء، وهنا تكمن أهمية وإثارة هذا الموعد، فهذه ليلة أخرى معقدة في هذه الإقصائية، وهناك ثلاث نقاط تدور في استاد محمد بن زايد، وليست فقط محط نظر الضيوف ولكنها تحت نظر من تتعلق بهم أهمية هذه المواجهة. والليث الأبيض دأب على الاستعداد لمثل هذا التصور، فمن جهة تتمثل وجهة نظر المعارضة الفنية للفريق المضيف بقيادة المهندس مهدي علي في الإبقاء على الإيمان بقدرة جيل الفخر في إضافة رصيد آخر مميز إلى السلسلة الممتدة سنوات طويلة، في حين أن جيل الفخر من جهة أخرى سيقدم محتوى عاطفياً مناسباً أمام الضيف الذي ينتدب جل لاعبيه في دوريات أوروبا، والعمل على سلبيات مخرجات تلك المسابقات، وأهمها الثقافة واللغة التي تلغي المثالية من التنشئة الكروية الأوروبية في عقول لاعبي الضيف. ورأى الجميع التغير التكتيكي الممنهج في الأداء الفردي للاعبي الفريق الأزرق، فقد شاهد الوسط الرياضي مساهمات لاعبي اليابان في فرقهم الأوروبية، ولكن مع عدم إغفال الوسط الرياضي أو المحيط التي تبحر فيه كرة أوروبا أو الطريق التي تسير فيه والوجهة التي تقصدها. وباختصار، هناك عدم رضا عام بسبب طغيان الرعاة والمدربين على بقية عناصر كرة القدم الدولية، ما أتاح فرصاً مهمة أمام البقية للعب دور بطولي في بعض تلك المواجهات. ويلعب الليث الأبيض على تحجيم الخطورة الإعلامية لهذه المباراة، فجيل الفخر مدرك تماماً أن هذه المواجهة فرصة رائعة ﻹقناع العالم بأهمية كرة القدم وليس القمصان. ولم يسبق لليث الأبيض طوال السنوات الأخيرة الرائعة أن نحّى الجوانب الأساسية عند خوضه مثل هذه المواعيد القارية المهمة والمرتبطة بكأس العالم. ويعمل جيل الفخر أفراداً ومجموعة على تنويع وتلقيح هذه الجوانب من خلال وضع تصوراتهم الفنية للمواجهات الثنائية على الأرض وفي الجو، وللمواجهات المرتقبة للفل باكس التي ستكون لديها أوامر فنية بعمل رحلات مباغتة من المناطق الخلفية إلى الثلث الأخير أمام عيسى وإسماعيل والعنزي والفردان، في محاولة لاختراق مناطق العمليات، وسيقودها نجم آسيا الأول عمر عبدالرحمن. وأخيراً يمارس المدرب القدير مهدي علي أفكاره في محاولة لضبط الكرات الثانية وأيضاً الكرات القطرية القصيرة، والتي ستعتبر إحدى الأدوات الفنية في هذا الموعد المميز في هذه المجموعة ناهيك عن الخبرة. ونأمل أن تقدم هذه المجموعة صورة جيدة عن كرة القدم، وأن تكون الجماهير متفقة على المضامين وترك ما برز من قشور أخيراً.