الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شهداء قندهار .. دفاعاً عن الإنسانية

وفق مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أفغانستان لا تزال واحدة من أخطر وأعنف بلدان العالم التي تعصف بها الأزمات، وأدى استمرار الانتشار الجغرافي للصراع إلى زيادة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في عام 2017، ليصل إلى 9.3 مليون شخص محتاج، إلى جانب تأثيرات انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان والتي تحدث بانتظام، والاعتداءات على المرافق الصحية والتعليمية». لم يثنِ هذا التصنيف من الأمم المتحدة وما سبقه وهو «معروف عالمياً» صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عن التقدم بجسارة في أفغانستان وغيرها، وعلى العكس البادي للراصد المتابع لعمليات استهداف البعثات الدبلوماسية الإماراتية، ينتهي الأمر بتكثيف الجهود وبتضاعف القناعات بأن العمل الإنساني موجه دفاعاً عن حق البسطاء المنكوبين وتأكيد الذهاب في الوقوف معهم إلى أبعد المراحل، ولو كان الثمن الفداء بالأرواح لإحقاق الحق وإغاثة الملهوف، ونشر تعاليم الدين الإسلامي الداعية للسلام، المجرِّمة للإرهاب والعدوان. استهل هذا التأبين للشهداء الراحلين، طيب الله ثراهم وألهم ذويهم الصبر والسلوان، بما ورد في نعي وإعلان الحداد في الدولة، من صاحب السمو رئيس الدولة، وهو يعلن أنهم استشهدوا «دفاعاً عن الإنسانية» في نعي شهداء الوطن من الدبلوماسيين، محمد علي زينل البستكي وعبدالله محمد عيسى عبيد الكعبي، وأحمد راشد سالم علي المزروعي، وأحمد عبدالرحمن أحمد كليب الطنيجي وعبدالحميد سلطان عبدالله إبراهيم الحمادي، المكلفين بتنفيذ المشاريع الإنسانية والتعليمية والتنموية في جمهورية أفغانستان الإسلامية وقضوا نحبهم مساء الثلاثاء الماضي، نتيجة التفجير الإرهابي في مقر محافظ قندهار. الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن إصابة سفير دولة الإمارات لدى جمهورية أفغانستان الإسلامية جمعة محمد عبدالله الكعبي والدبلوماسيين الإماراتيين، وجه أيضاً طعناته لمصالح الشعب الأفغاني، باستهداف الأعمال الإنسانية التي تقدمها الإمارات ضمن «برنامج دولة الإمارات لدعم الشعب الأفغاني الشقيق»، شملت وضع حجر الأساس لدار خليفة بن زايد آل نهيان في الولاية والتوقيع على اتفاقية مع جامعة كاردان للمنح الدراسية على نفقة دولة الإمارات، ووضع حجر الأساس لمعهد خليفة بن زايد آل نهيان للتعليم الفني في العاصمة كابول، بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية. استشهاد عدد من الإماراتيين المكلفين بتنفيذ المشاريع الإنسانية والتعليمية والتنموية في جمهورية أفغانستان، يعني رفض التنمية ومنح المدن المنكوبة بالصراعات وحالة الاستقرار التي يتضح أنها تهدد وجود الجماعات الإرهابية، وغيرها من المستفيدين من إشعال الحروب وإزهاق الأرواح، وتعطيل مهمات العمل الإنساني. لطالما كانت مناطق الصراع والحروب الطاحنة بؤراً للموت وغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة المعيشية، وهو الأمر الذي ولأعوام على مستوى جمهورية أفغانستان يواجهه فرسان الإغاثة الإماراتية «من صناع القرار في دولة الإمارات وحتى أعضاء البعثات الدبلوماسية الوطنية» بالبرامج الإغاثية والتنموية التي تنفذ منذ أعوام خطط وجهود التأسيس المستدام لصروح التعليم وفرص الارتقاء بمقومات الحياة الكريمة للأشقاء من الشعب الأفغاني. تفجيرات كابول وهلمند وقندهار، وإعلان جماعة طالبان الإرهابية مسؤوليتها، يطرح علامات الاستفهام عن الجهود الدولية التي تندد وتتناول الإرهاب يومياً في البيانات، وتجمع المنظمات المنح من الدول المانحة، وتتكاثر المؤتمرات والاجتماعات ذات العناوين البراقة عن مكافحة الإرهاب، وهو في تصاعد وتزايد، ونتائج عملياته على مستوى العالم، يغذيها وحش التجاهل وغياب المصداقية في التصدي الفعلي له. العمليات الإرهابية تحمل تحذيراتها ضمنياً للمتقاعسين، ولن يمنع تجاهلهم الدائم لهذه الرسائل احتمالات أن تطالهم، الأمر الذي يعني ضرورة توحيد الجهود الدولية، والعمل بنزاهة لاجتثاث الإرهاب. [email protected]