الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

صخب ترامب يهز قواعد الديمقراطية الأمريكية

إن كان المؤتمر الصحافي الذي سيعقده الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعد دخوله المكتب البيضاوي في الأسبوع المقبل بالأسلوب والنمط أنفسهما اللذين يحاول الظهور فيهما على تويتر كنشر تصريحات سياسة صادمة أو غير متوقعة، تخلق بلبلة وتنتقد بتهور وفوضوية أي شيء تعتبره تهديداً، وإذا اعتقد أي شخص أن الرئيس المنتخب ترامب سيكون متسامحاً أو أكثر حضوراً أو نسخة مختلفة بأي شكل من الأشكال عما ظهر عليه خلال حملته الانتخابية، فسوف يصاب بخيبة أمل كبيرة. ورأت «الغارديان» أن ترامب تجنب وسائل الإعلام لفترة طويلة وفضل الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي لاعتباره أن اضطراره لمواجهة الاستجواب من قبل المؤسسات الإعلامية هو أمر مرهق وسيفعل ما بوسعه ليكون مختصراً قدر الإمكان. وتزامن ترهيبه للصحافيين يوم الأربعاء مع تجدد اتهاماته لوكالات الاستخبارات الأمريكية التي يعتقد أنها تخطط لتشويه سمعته. إلا أن جهوده لدرء الاتهامات المثيرة للجدل التي نشرها العملاء الروس أظهرت أن موقفه كان دفاعياً أكثر منه هجومياً. ويبدو أن هذه الادعاءات التي لا أساس لها لن تختفي قريباً. ورغم أنها متضاربة جداً إلا أن الكلام المنتشر يوحي بالحالة المزاجية لهذا البلد المستقطب. ولا يحتمل أن تكون عملية الانتقال من أوباما إلى ترامب سلسة أبداً بل تنحدر الآن إلى حفرة مليئة بالفتن. ورغم الشائعات التي تتصدر عناوين الصحف حول التلاعب الروسي إلا أن روسيا سعيدة بالانقسام الحاصل وفقدان المصداقية ما بين الرئيس المنتخب ووكالات الاستخبارات. وبطبيعة الحال، بغياب الدليل المؤكد والمصادر الموثوقة، كان من السهل على ترامب رفض المزاعم واعتبارها «أخبار ملفقة» و«حماقة» صنعها أشخاص مرضى. وعندما سئل عن حصول اتصالات ما بين مسؤولين روس وفريق حملته الانتخابية، تجاهل السؤال تماماً رغم اعترافه بدور روسيا في قرصنة منافسيه. نجح ترامب حتى الآن في إظهار انزعاجه ولعب دور الضحية بدليل أحداث الأسبوع الماضي، إضافة إلى ولعه بالجدال والتهور في تعامله مع المؤسسات الأمريكية. حاول أوباما أن يلقي الضوء على بعض النقاط في خطبة الوداع، وقدم النصيحة للأمريكيين القلقين حيال مصير ديمقراطيتهم، حيث أشار إلى أن الدستور جميل ولكنه في الحقيقة مجرد قطعة من الورق والشعب هو من يفرض السلطة. ومن واجب وسائل الإعلام والديمقراطيين وحتى حزب ترامب نفسه إخضاع ترامب للمساءلة. ولكن في النهاية، المشاركة الفعالة للمواطنين هي المسألة ذات التأثير الأكبر.