الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تنصيب ترامب بين التقاليد التاريخية واللمسات الترامبية

عندما يؤدي دونالد ترامب الرئيس الـ 45 اليمين الدستورية لتولي مقاليد الرئاسة الأمريكية في 20 يناير 2017، تكون هي المرة الـ 58 التي يؤدي فيها رئيس الولايات المتحدة اليمين الدستورية لتولي مهمات الرئاسة لفترة أربع سنوات منذ عام 1789، عندما أدى جورج واشنطن اليمين الدستورية للمرة الأولى، وأثناء تلك الفترة، غيّب الموت ثمانية رؤساء وهم في الحكم، واستقال رئيس واحد من السلطة، وفي كل مرة كان نائب الرئيس يؤدي اليمين الدستورية ذاتها ليكمل ما تبقى من السنوات الأربع من فترة رئاسة الرئيس الراحل أو المستقيل. وسيؤدي ترامب اليمين الدستورية كي يتسلم مهمات الرئاسة قبل يوم واحد من الاحتفال الشعبي، وكما أصبح التقليد المتبع، عندما يقع تاريخ أداء اليمين التي نص عليها الدستور وحددها في 20 يناير، فإن رئيس القضاة في المحكمة العليا يشرف على أداء يمين الرئاسة بصورة خاصة، ثم يقوم بذلك مرة أخرى أمام الجمهور المحتشد على عتبة الكونغرس في اليوم التالي. وشهدت احتفالات التنصيب إضافة أحداث كثيرة منذ عام 1789، لكن الخطوات التي يتبعها الرئيس المنتخب في أداء اليمين الدستورية لتولي مقاليد الرئاسة والتي تشكل الحدث الرئيس في مراسم التنصيب، بقيت على حالها من دون تغيير. ويؤدي الرئيس اليمين في باحة الكونغرس الأمريكي في احتفال مهيب أمام الواجهة الغربية للمبنى، المطلة على المرج القومي، كما جرت العادة منذ عام 1801 عندما أدى توماس جيفرسون اليمين الدستورية هناك في المكان ذاته. يحضر مراسم أداء اليمين، أفراد أسرة ترامب، والرؤساء السابقون وزوجاتهم وهو ما يندرج في إطار التقاليد السياسية الأمريكية والوزراء السابقون والوزراء في الحكومة الجديدة، وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب، وقضاة المحكمة العليا وجمهور غفير من الضيوف المدعوين. ويقسم ترامب اليمين المكونة من 35 كلمة، وفقاً لما نصت عليه المادة الثانية من البند الأول من الدستور الأمريكي وهي «أقسم أنني سأنفذ مخلصاً مهمات منصب رئيس الولايات المتحدة، وسأعمل بأقصى ما لديَّ من قدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه». وجرت العادة في احتفالات التنصيب السابقة منذ زمن الرئيس الأول جورج واشنطن، أن يلقي بعد أداء اليمين خطاباً يحدد فيه معالم سياسته في السنوات الأربع المقبلة من رئاسته، وبعد ذلك يغادر الرئيس ونائب الرئيس مبنى الكونغرس عائدين إلى البيت الأبيض، حيث يشاهدان عرضاً تقليدياً من الاستعراضات والمواكب التي تبدأ انطلاقاً من مبنى الكونغرس ثم تتجه إلى شارع بنسلفانيا وتنتهي بالبيت الأبيض. ويبدو أن دونالد ترامب سيصيغ حفل تنصيبه بسماته الخاصة على الأقل في عاملين، الأول، رفض عدد من نجوم الغناء المشهورين المشاركة في مراسم تنصيب ترامب، ما اضطر فريقه إلى اختيار جاكي إيفانكو، المغمورة نوعاً ما لغناء النشيد الوطني الأمريكي في الحفل، أما الثاني، فسيكسر ترامب تقليداً اتبعه 11 رئيساً سبقوه بعدم الاعتماد على صوت تشارلز بروتمان في تقديم حفل التنصيب. واختار ترامب ستيف راي، وهو مقدم لمباريات دوري MLB ليحل محل بروتمان في حفل التنصيب. وكان بروتمان الذي يبلغ من العمر 89 عاماً، قد قدم كل حفلات تنصيب الرؤساء الأمريكيين منذ عهد دوايت آيزنهاور عام 1957.