الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

شهداء الدبلوماسية والعمل الإنساني

الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر محافظ قندهار، نتج عنه استشهاد عدد من دبلوماسيي بلادنا الحبيبة والذين كانوا في مهمة تنفيذ مشروعات تعليمية وصحية وبناء البنية التحتية التي تساعد الناس على الحياة من حفر آبار المياه وإمدادهم بالكهرباء ونحوها. هذا العمل الإرهابي الجبان أوضح للعالم بأسره شناعة اليد الإرهابية، وعدم تمييزها بين العُزّل من الأبرياء ومن يقومون بعمل إنساني بشكل بحت وصرف وواضح، وبين من يرفعون السلاح ويحاربون، رغم أننا نعلم أن الإرهاب أجبن من أن يكون نداً واضحاً للقوات المسلحة والجيوش المنظمة، لكن عصائب الإرهاب الإجرامية دوماً تمتد نحو كل من هو مدني يمد يده بالسلام وهمه الحوار وحل المشكلات، ونحو المهمومين بالإنسانية الذين يغيثون الأبرياء ويساعدونهم على التغلب على الظلم والجور والفقر والبؤس الذي نتج وظهر بسبب ظلام وسواد الإرهاب. هذا العمل الإجرامي، لم يكن إرهابياً وحسب بل تجسدت فيه دناءة لا يمكن أن تمر من دون وقفة، فقد تمت العملية بغدر، والدبلوماسيون على يقين بأنهم دعاة حوار وسلام، ولم يكونوا في أي يوم طرفاً في أي نزاع أو مع فريق ضد الآخر، لقد أعدوا أنفسهم أخوة للشعب الأفغاني بأسره، لذا كانوا مطمئنين وكلهم ثقة. هو عمل ضد الاعتدال، وضد أصوات الحق، وأصوات السلام، بل هي هجمة جبانة ضد العمل الإنساني برمته على مستوى العالم، لذا، فالمصاب يمسّ كل إنسان محب للحياة والعدالة والاستقرار ليس في الإمارات وحسب وإنما في جميع أرجاء العالم.