هواء لبيع الوهم

حذر خبراء في مجال البيئة والمبيعات من مواقع إلكترونية تروج لهواء معبأ تزعم أنه يعالج الأمراض التنفسية والنفسية، ويستدعي الذكريات «النوستالجيا». وتبيع بعض المواقع الإلكترونية الهواء النقي بأسعار باهظة، مدعية أنه يخلص الجسم من السموم، ويجلب السعادة، ويعالج الأمراض، ويسترجع ذكريات السائح في البلد الذي جلب منه الهواء المخزن. وأفاد المتخصص في الإعلام البيئي أبوبكر محمد بأن بيع الهواء تجارة انتشرت في الآونة الأخيرة، خصوصاً بين السياح الذين يحرصون على شراء هذه العبوات واصطحابها معهم إلى بلدانهم. وتعبأ هذه العبوات بالهواء النقي من البراري أو المزارع لقلة نسبة التلوث فيها. وذكر محمد أن الفكرة جذبت المستهلكين بسبب غرابتها والمزاعم التي صاحبت عملية التسويق كإثارة «النوستالجيا» أي الحنين إلى الماضي في نفوس مستنشقيه، والشفاء من الأمراض التنفسية لنقائه وصفائه وخلوه من الملوثات والغازات السامة التي تنتشر في المدن أكثر من الأرياف والبراري. وشدد على أن فكرة تعبئة الهواء وبيعه خادعة تعتمد على الإيحاء النفسي والوهم المصاحب لاستنشاق الهواء النظيف، وإقناع الذات بذكريات جميلة واستدعائها من المكان أو البلد الذي عُبِّئت فيه العبوة.