الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مشروع يستحق التجريب

بعد رؤية مشروعها الأول النور، والمتمثّل بتشغيل حافلة كهربائيّة صغيرة (ذاتية القيادة) في منطقة البوليفارد السياحيّة في سبتمبر الماضي، لتوسيع نطاق عمل وسائل النقل الحديثة. عادت من جديد «هيئة الطرق والمواصلات» في دبي إلى إشهار مشروعها الجديد القائم على تجريب مركبة طائرة ذاتيّة القيادة قادرة على حمل شخص واحد في يوليو المقبل، مجهّزة بشاشة لمس أمام مقعد الراكب الوحيد، وخريطة تتضمن الوجهات والمسارات المعدّة مُسبقاً. حرصت على مشاهدة الفيديو المرافق للخبر، والذي حمل الكثير من التفصيلات الدقيقة، ومنها اختيار الراكب لوجهته عن طريق التشغيل الآلي للمركبة والانطلاق والتحليق، ثم الهبوط المحدّد، والأهم في ذلك عمليّة التحكّم ومراقبة أداء عملها عن طريق مركز تحكّم أرضي. ولأنني من أشد المصابين بحالة رُهاب الجو والطائرات، فما كان مني إلا التدقيق أكثر وأكثر، وتحديداً «الوزن والحمولة والسرعة القصوى، مدة التحليق وارتفاعها»، والأهم المسافة الممكن قطعها وتأثير الحالات الجويّة فيها. بصراحة انتابني الكثير من الخوف باعتبار أن الطائرة مصمّمة لشخص واحد فقط، ومن ثم غياب المعين المباشر، عدا مركز التحكّم الأرضي. وبالمقابل سُعدت جداً لتزويدها بأدق أجهزة الاستشعار ومقاومة الاهتزاز والضغط ودرجات الحرارة المرتفعة، والذي يحد كما قرأت من نسبة الخطأ والخطر ليصل إلى نسبة معدومة. تُرى هل سأتجرأ يوماً ما على تجربتها على أرض الواقع، والانتقال من مكان إلى آخر باعتماد هذه المركبة ذاتيّة القيادة، أم سيبقى روادها وراكبوها من أصحاب القلوب الحديدية الباحثين عن الإثارة واكتشاف كل جديد؟