الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

خلوة العزم .. بداية الغيث قطرة

عندما أعلن في مايو 2016 في قمة جدة عن تشكيل مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، كانت الرسالة أن القيادتين تعاهدتا على الوقوف جنباً إلى جنب لمواجهة الأطماع التي تحاك في الخفاء ضد وحدة الكلمة الخليجية والتكامل العربي، والتي استهلت بإثارة القلاقل في الدول الخليجية الآمنة، وتعكير صفو تناغم النسيج الاجتماعي، وتأجيج النزاع الطائفي الذي أودى بالكثير من الأرواح البريئة، خصوصاً بعد أن جرى تضليل العقول الساذجة بأن الدولة الصفوية تحاول تحريرهم مما أسمته الظلم والطغيان والاستبداد، فحاولت أن تثير عملته في العراق وسوريا واليمن .. في البحرين والكويت والسعودية، وهو الحلم الذي راود معمميهم منذ انطلاقة الثورة الصفوية في طهران. وفي عام الخير في دولة الإمارات أينعت أولى ثمار مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، بانطلاق «خلوة العزم» التي اجتمع خلالها 150 مسؤولاً وخبيراً من الجانبين لمناقشة عشرة مسارات مشتركة تهدف إلى رفع مستوى التعاون والتنسيق والتكامل بين البلدين الشقيقين برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في الوقت الذي يقود الخلوة كل من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، وهو تعبير عن القيادة الشابة التي تقود التلاحم الأخوي بين الطرفين. ولا يخفى على الجانبين أن مسارعة الأعداء لمهاجمة العلاقات السعودية الإماراتية ومحاولة إحداث فجوة في جدرانها المنيعة، ما هي إلا خطوات بائسة لإحداث الشك في النفوس بادعاء وجود خلافات وتوترات تحت سطحية، وهو التعبير البسيط عن تأجج نار الحقد والغضب للفشل الذريع الذي تكبدوه في مساعيهم الشريرة. الشقيقتان اللتان تمثلان أكبر تكتل اقتصادي عربي تقفان على أرضية يدعمها توافق الرؤى والتوجهات التي ترتكز بدورها على نسيج اجتماعي شعبي متوافق. إن خلوة العزم قطرة من بداية الغيث الذي وعدت به الحكومتان على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقيادة المملكة العربية السعودية بأن الشعبين على موعد مع كثير يفوق حتى توقعات أفضل المتفائلين، وليمت كل حاسد بغيظه وعجرفته. [email protected]