الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الرسم بالضوء

غادرنا الفنان التشكيلي اللبناني المعروف وجيه نحلة بعد حياة حافلة مع الريشة والألوان، (من مواليد 1932)، وجاءت أول معرفتي بالفنان بنصيحة من الفنان التشكيلي السعودي المرموق هشام بنجابي، إذ تحدث بإعجاب عن قدرات نحلة في تطويع أدواته وخصوبة مخيلته. وحين نتحدث عن نحلة، فنحن لا نتحدث عن شخصية لبنانية أو عربية بقدر ما نتحدث عن شخصية عالمية، وما يؤكد ذلك الاحتفاء الدولي به في حياته وبعد مماته، إذ حصل الراحل على جوائز مرموقة في نيويورك وباريس وبلجيكا، إضافة إلى تونس والكويت ومصر وبلده لبنان. صاحب المقولة الجميلة «ثمة لون لم أجده بعد»، تبحّر في عوالم التشكيل، فهو النحات والخطاط والمزخرف والرسام، وسلك أغلب مدارس التشكيل خلال 60 عاماً حتى وصل إلى مدرسته الخاصة والمتفردة. قال عنه أدونيس: «أقرأُ رسوم وجيه نحلة، فيخيل إلي أنه يستخدم جسد الكلام لكي يصلنا بالبدايات». صاحب الجداريتين المذهبتين في مركز دبي العالمي للتجارة، بدأت نباهته تلفت النظر منذ الطفولة، فحاز أول جائزة وهو طالب عمره 8 أعوام، وقد رعاه بعدها الفنان اللبناني الرائد مصطفى فروخ. يتحدث الفنان الراحل عن نفسه «أرسم بالضوء لا بالريشة»، وقد صدق، وبإمكان أي متابع أن يلاحظ ذلك إذا راجع أعمال نحلة، فالضوء منبعث منها وليس مسلطاً عليها، وهذا ليس وليد الصدفة، فهذه اللوحات انعكاس لروح صاحبها وشخصيته. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. [email protected]