الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

وماذا عن إيران في سوريا يا ترامب؟

كالعادة انتهى موسم التفاؤل السريع، وسيبدأ قريباً موسم التشاؤم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً بعد أن بدأ الإعلام يمارس لعبته بإزعاجه، وبدأ هو يدرك أن عليه إعادة الحسابات وتقليل الطموحات والكف عن التصريح، فعاد إلى استخدام اللسان الأوبامي ذاته. حسناً، كل مقترح يخفف الأزمة في سوريا ظل يجد من دول الخليج الدعم بسخاء، وتشهد على ذلك مئات المخيمات، وكانت الدوافع الإنسانية المحضة والمخلصة هي المحرك الوحيد لكل التحركات عبر منظمات الهلال الأحمر وغيرها وتحت إشراف مدقق. وبمقارنة أرقام التبرعات واستقبال اللاجئين، لا يستطيع أحد أن يزايد على دول الخليج، بما في ذلك، السيد ترامب نفسه. ولنقل إن من واجبنا الأخلاقي أن نسهم بصفتنا إخوة في حل أي خلاف. ولكن دعونا الآن نسأل السؤال الوارد في أول المقال. وماذا عن إيران؟ وهذا ليس سؤالاً لمجرد المقارنة، ولا لتأكيد الازدواجية، ولكنه سؤال يستند إلى الواقع، والواقع وحده هو ما يجيب، ماذا عن إيران التي يوجد جنودها في أراضي سوريا، ومليشيات جنّدها منسوبون لإيران تقوم بأدوار قتالية، ألن يكون لهذه الدولة شيء تفعله لحل الإشكال؟ نحن هنا لا نسأل إيران، بل نسأل خليفة أوباما وإدارته. لقد أسهمت الرؤية الضبابية لأوباما في تعقيد مشاكل الشرق الأوسط بشكل كارثي، وكان عوارها الأساسي أنها مبنية على أحكام نظرية متسرعة، يتجرع الآن الحنظل بسببها ملايين الناس، ويعيشون في آلام لا يمكن بعد التحليل أن ننسب وزرها لغير الأحكام المستعجلة والسطحية وربما التآمرية لشرطي العالم آنذاك، السيد أوباما. لقد مرّ على البشرية زمان من الدم المخزي، يجعلهم جميعاً تواقين لقلب صفحته، جميعنا تعب من الدماء ويشعر في عظامه بآلام المساكين في مناطق الصراعات التي كانت تافهة، وكلنا نشاطر ستيفن هوكينق قرفه من عجز الوعي والإدراك الإنساني تجاوز هذا المربع. لذلك لن نغرق في شبر الاستفزازات الجديد، ولكننا سننبه مرات ومرات إلى أن اعتماد ذات الأسلوب «الفهلوي» الذي كان يقوم به أوباما، وتوجيه النظريات على الهواء، ستكون عواقبه وخيمة تجرّع العالم مزيداً من الكؤوس المرة. هناك مشكلة في شرقنا الأوسط الكبير، لا يمكن حلها بالحديث فقط عن أموال ونفط، ولا يمكن التغاضي دوماً عن مشاكل أساسية تولّدت عنها كل الخلافات. قبل عام فزعنا من «تحليلات» المنظر السطحية. ولا ندري اليوم هل نجزع من تبسيطات «التاجر» الانتقائية والكارثية؟ نأمل أن ينجح ترامب في استخدام عينين اثنتين، فأمريكا بلد عظيم، لا يجوز أن يعاود نفس الغلط مرتين. وليكن الله في عون المساكين وعوننا جميعاً. [email protected]