الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تلاقي الشيوعية واليمين المتطرف

هل هي مصادفة؟ حين تكون مواقف الشيوعية والمستمسكين بها في أنحاء العالم، وأنا هنا أعني الشيوعية بالمعنيين الآفل والحديث لها، متطابقة إلى حد بعيد مع مواقف اليمين المتطرف والأحزاب اليمينية العنصرية في أوروبا من حيث تأييدها لذلك التطرف والهمجية، وأيضاً في إقرارها ومساندتها لأنظمة الطغاة في العالم الثالث ورفض تحركات الشعوب لتغييرهم. هل فعلاً أن أقصى اليمين يلتقي مع أقصى اليسار؟ الملاحظ أن كل أحزاب اليمين العنصري في أوروبا اليوم تدافع عن طغاة ومجرمي العالم الثالث، وتحتفظ بعلاقات متميزة معهم، وكل هذا في شكل تداول ومناولة، تزورهم وتثني عليهم علناً وتقوي صلاتها بهم، لا تنظر إلى الحركات الشعبية المطالبة برحيل هذا الديكتاتور أو ذاك إلا شغباً ينبغي كبحه، فيما نجد في المقابل الأحزاب الشيوعية في أوروبا تقوم بالمثل، فهي لا تتوانى عن تأييدها للطغاة وتوثيق علاقات الصداقة معهم، ما يجعل اليمين مظهراً مصغراً من مظاهر الشيوعية. عملياً ليس هناك فرق بين مواقف الطرفين، فكلاهما يستند على النظرة الاستعلائية على شعوب العالم الثالث، ومنعها من أن تحظى بحياة مدنية كريمة وحقوق سياسية وديموقراطيات وحريات، وكلاهما يعتقد أن الأنظمة الفاشية القامعة هي ما يليق بتلك الشعوب، الفرق الوحيد ربما هو أن الأحزاب الشيوعية تتخفى في تأييدها ومساندتها لنظم الاستبداد في العالم برداء الإمبريالية وفزّاعتها، فيما نجد الأحزاب اليمينية واضحة في توجهاتها وفي استعلائيتها وعنصريتها الفجة والمباشرة، وبدون أي رتوش. [email protected]