الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عمر عبد الرحمن .. الوجه الآخر

عمر عبد الرحمن: هو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية الأكثر تسلحاً في كل الجماعات الأصولية، وقد نشأت في الجامعات المصرية أوائل السبعينيات من القرن الماضي على شكل جمعيات دينية، لتقوم ببعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية البسيطة في محيط الطلاب، ونمت هذه الجماعة الدينية داخل الكليات الجامعية، واتسعت قاعدتها، فاجتمع بعض من القائمين على هذا النشاط، واتخذوا اسم «الجماعة الإسلامية» ووضعوا لها بناءً تنظيمياً يبدأ من داخل كل كلية من حيث وجود مجلس للشورى على رأسه «أمير» وينتهي بـ «مجلس شورى الجامعات» وعلى رأسه «الأمير العام» للجماعة الإسلامية، هذا التنظيم بدأ أكثر ترتيباً بعد انضمام الجماعة الإسلامية إلى جماعة الإخوان المسلمين في 1979-1980، ولذلك فلن تستغرب ثورة الإخوان وتمجيدهم وتلميعهم لعمر عبد الرحمن. ومن أبرز ما اشتهر عن العالم الحركي عمر عبد الرحمن، تكفير حكام دول الخليج على وجه العموم، والسعودية على وجه الخصوص «وهذا مثبت صوتاً وصورة عبر اليوتيوب»، وذلك إبان أزمة الخليج الثانية أثناء غزو العراق لدولة الكويت، وذلك بعد الاستعانة بالقوات الأمريكية. وكان لهذا الشيخ الحركي دور كبير في تهييجه الشعوب الإسلامية والعربية على حكامهم نظير فعل الخوارج الأشرار، ومواقفه معلومة ومشهودة أيام حكم عبد الناصر والسادات ومبارك، بل قال في محاضرة له في أمريكا «ولا بد لكل طاغية ظالم أن يُزال من الحياة كما أزيل الشاه، وكما أزيل أنور السادات، من هنا كانت الثورة الإسلامية في إيران مظهراً من مظاهر العز والقوة والمجد»، وكان له موقف مؤيد وموالٍ لدولة الملالي إيران، فقد أشاد بهم في محاضرة له بعنوان «كلمتي إلى حكام مصر»، والتي ذكر فيها «لماذا هجوم حكامنا على الدولة الإسلامية في إيران؟ هل هذه الضراوة في الهجوم لمجرد الخلاف التاريخي بين مذهب الشيعة وأهل السنة؟». ثم قال «ولا يمنع الاعتراف بنجاحهم في وضع البذرة الأولى لخلافة إسلامية تسود العالم وتفتح البلاد وتعيد العباد للإسلام». وكلام الشيخ عمر عبد الرحمن السابق يجعلنا نتعجب عن أي إسلام يرجع له العباد؟ ألهذه الدرجة يهون عليه تكفير المسلمين؟ ثم ما الإسلام الإيراني الذي يطالب حكام العرب بالسير خلفه؟ وهو فكر دموي بشع يقوم على السب والقدح وعبودية البشر. وبعد هذا كله فلن نستغرب بكاء الإخوان المسلمين عليه، وقد كان أباً روحياً للجماعة، وإصدار الفتاوى التكفيرية التحريضية لهم، والتي دفع ثمنها الشعوب البريئة، وراح ضحيتها الشباب المندفع. وإذا أردت معرفة وزنه لدى الجماعة فانظر إلى حماس الإخواني المخلوع محمد مرسي له، وإطلاق الوعود بالسعي لإطلاق سراحه من السجون الأمريكية، وانظر أيضاً إلى ثناء قيادات الإخوان المسلمين عليه، ونواحهم على موته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهكذا هي الخطط الإخوانية في صناعة الرموز الحركية وتمجيدهم وتعليق المجتمع والشباب بهم، ما يجعل الحكومات أكثر وعياً وحذراً للتنبه لهذه الطريقة الخطيرة، فيجب محاسبة كل من أثنى على «تكفيري» أو «ثورجي مزيف» أياً كان مكانه ومكانته، لئلا تغتر بهم الأجيال المقبلة، وتنتكس فطرهم السليمة المسالمة التي وُلدوا عليها. [email protected]