الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المرأة والسعادة

لماذا اختيرت المرأة وزيرة للسعادة؟ ربما لأنها وحدها السبب في تحقيقها للمجتمع، بسمتها هي السعادة ذاتها، فهي أيضاً تملك السحر الذي يسعد من حولها بها، فببسمتها الساحرة توحي للجميع بالسعادة الدالة عليها، وإشراقة وجهها وهي مبتسمة تنعكس عليها فتضفي ضياء ساحراً أخاذاً على من حولها. والمرأة كذلك ليست وحدها صاحبة الامتياز لكنها تكسبه لمن حولها، فحين تملك هذا السحر فهي من المؤكد تعكسه على أفراد أسرتها بسلوكها وحسن التعامل ومنحهم الحب باعتباره حاجة يحتاج إليها كل فرد منهم، والآباء سواء التزموا بها أم كانت مغيبة عنهم سيبقون مسؤولين عن ذلك، ابتسامة الأم وحدها تعلم طفلها ذلك قبل دخوله المدرسة وتزرع فيه قيماً جميلة كيف يبتسم لمدرسة الحياة التي يلج بعدها بوصفها مرحلة مستدامة للحياة الكبرى. أحياناً تجد الطفل مستغرباً لرؤية شخص غريب قادم إليه، وقد ينظر للضيف وهو مقطب الحاجبين غاضب الملامح غير مبتسم خوفاً أو هلعاً منه. الأم وحدها من تزرع في قلبه الجرأة على التعرف إليه بإرسال ابتسامة معبرة عن تقبله للآخر، وإن كان هذا الشخص القادم إليهم لا يملك سمات شخصية محببة برد فعله المنفرة، فقد تمثل هذه الإيحاءات غير الجاذبة عاملاً مهماً تجعل الناس ينفرون منهم، وإن كانوا قد جاؤوهم طواعية لحاجتهم لما قدموا إليهم ولا طرقوا أبواب أحد منهم. قد تكثر هذه المشاهد في بعض المواقع المعنية بالصحة والطب، فيخاف الطفل من الطبيب لكن وجود ممرضة تبتسم له تحببه في المكان، وكذلك في المدرسة، فقد تسهم معلمة في جعل طفل يكره التعليم فيخفق في دراسته. وإن كان شخص مريض قوبل بوجه عابس زاد ألمه إذا قابله موظف استقبال غير بشوش لا يبتسم بوجهه ليخفف عنه، وحين تراجع الأم مدرسة أبنائها قد تجد معلماته يتحدثن عنه بفظاظة، ويستنزفونها برسوم تزداد حدة وطأتها عليها، لتضاف إلى مختلف الاحتياجات الحياتية اليومية التي تنغص عيشها. هذه نماذج مبسطة لأناس لا يرسمون البسمة على الوجوه، بل يقطبون حاجبيهم ويلتزمون الصمت إزاء استفسارات البعض عن شيء ما، هؤلاء يحتاجون إلى فهم وتعلم فن الإتيكيت في التعامل الإنساني، لأن أمه بالبيت لم تعلمه ومعلمته كذلك، لذا هم يفتقرون إلى أبجديات السلوك المهذب والخلق الطيب الذي تدعونا للتحلي به شرائعنا السماوية وتعاملاتنا الإنسانية. وهنا على الأهل والمدرسة، وخصوصاً النساء، تعليم الطفل منذ الصغر ليكون مبتسماً وإيجابياً في تعاملاته كافة مع أصناف البشر دون تمييز كي يكسب حبهم ومودتهم وتعاطفهم معه، وفي الدرجة الأولى تبقى المرأة سواء كانت أماً ومعلمة وموظفة وطبيبة المسؤولة عن ذلك دوماً، وهي الوحيدة التي تملك سحر الابتسامة الجاذبة للجميع.