إضاءة على تورط أمريكا في الحرب العالمية الأولى

يصادف العام الجاري الذكرى المئوية الأولى لدخول أمريكا الحرب العالمية الأولى وهذا الكتاب بعنوان «إعادة صياغة العالم» عبر الدور الأمريكي في الحرب العالمية الأولى لمؤلفه جي جيه ماير وهو حائز على تصنيف أفضل الكتب مبيعاً من النيويورك تايمز. يستهل ماير كتابه بالرئيس وودرو ويلسون، أثناء استعدادات العالم للحرب الأولى، إذ كان الشعار الرئاسي بعد حملة إعادة انتخابه، ماذا يبقى لنا بعد الحرب. وللواقع هناك سبعة كتب أمريكية تتناول الحرب الأولى منها «في طريق العودة»، «مدافع أغسطس» لمؤلفته باربرا تاكمان، غير أن كتاب ماير هو الأكثر شعبيه والأكثر تداولاً بين المثقفين الأمريكيين. يبدأ الكتاب جولته الفكرية في السادس من أبريل قبل قرن زمان من الآن، فعندما أعلنت الحرب كانت أمريكا وقتئذ أصغر الدول الكبرى وأضعفها عسكرياً إلى حد بعيد. يشرح المؤلف خطوة بخطوة كيف تورطت أمريكا، وعلى الجبهة الداخلية، يروي ماير تفكك الهياكل الطبقية التقليدية، وصعود الحركات التقدمية والعمالية، وموجة هستيريا مناهضة لألمانيا، والتوسع الهائل في كل من الاقتصاد والسلطة الاتحادية، وكيف جرت زراعة بذور دولة الأمن القومي لأول مرة في تاريخ أمريكا. ويتطرق الكتاب الى أكثر الشخصيات تأثيراً في الجماهير وقتئذ في أمريكا وأوربا أيضاً. ويستعرض المؤلف جوانب بيبليوغرافية عن تيودور روزفلت، هنري كابوت لودج، روبرت لا فوليت، فضلاً عن القادة الأوروبيين مثل ديفيد لويد جورج من بريطانيا، «النمر» وجورج كليمنسيو من فرنسا، وكايزر فيلهلم الثاني من ألمانيا. ويلقي هذا الكتاب الضوء على أحلك الزوايا رؤية من تاريخ الولايات المتحدة فيضيئها، محاولاً محاكاة عمل آخر له بعنوان «العالم يتراجع» عن المنظور الأوربي.