الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

فرشاة متمردة

تزدان جدران غاليري «ميم» في دبي بعشر لوحات فنية أبدعها الرسام التشكيلي والشاعر الإيراني الراحل سهراب سبهري، ضمن معرض يحمل اسمه، غلبت عليها الألوان القاتمة، وخبطات بريشة حائرة متفردة، فرشاة متمردة نقشت بالبني خطوطاً مبهمة، وحضر الأزرق على استحياء، بينما طغى السواد على أرضية الأعمال. ويعتبر سبهري أبرز التشكيليين الشعراء، وكان مولعاً بالشعر منذ نعومة أظافره وظهر ذلك جلياً على أعماله الفنية، إذ لم تخل معظمها من لمسات شعرية، كأنها خليط واحد لا يمكن الفصل بينهما. تتجلى معاني العزلة والوحدة في أعمال سبهري، إذ كان يفضل الاختلاء بنفسه كثيراً، بعيداً عن الحياة ومنغصاتها والناس وهمومهم، كان عاشقاً للطبيعة من منظور خاص قد يكون مبهماً أو غير مفهوم للعامة، إلا أنه كان يبحث في كواليس اللامعلوم من الحياة، وحملت لوحاته وروداً حزينة واكتست بمعانٍ غرائبية. وأوضحت لـ «الرؤية» مديرة غاليري «ميم» جيليس ماك ديفيت أن الغاليري تواصل مع عائلة الرسام الراحل سهراب سبهري لاستضافة لوحاته الفنية القيمة التي أبعدها قبل وفاته عام 1980، مبينة أن عائلته تعاونت كثيراً في شحن وإرسال اللوحات التي تحمل توقيعه الأصلي. وأكدت أن الأعمال التي تستضيفها الصالة تمتاز بجماليات بصرية دقيقة، تعبر عن حبه لاكتشاف العالم عبر الجولات التي قام بها إلى الهند وسواحل جزر آسيا الخلابة، وصحراء المغرب والوطن العربي. وأشارت إلى أن اللوحات تحمل أيضاً خلفيات رملية تشبه لون رمال الصحراء، وإلى جانبها ألوان رمزية على استحياء، هدف عبر هذا المزيج الغريب إلى اختبار ذكاء متذوقي الفن التشكيلي، ليتعرفوا إلى أسرار لوحاته ورحلاته التي مزج فيها بين الصحراء، وطبيعة جبال الهند الخضراء، وأشجار جزر آسيا المولعة بالألوان. وأفادت جيليس ديفيت بأن الرسام سبهري امتلك موهبة كتابة الشعر، ولذلك تميزت أعماله بقصص تروي حب تنقل الإنسان في أرجاء العالم، وعلى الرغم من عشقه للطبيعة والصحراء، إلا أن لوحاته أوجدت للإنسان زاوية بسيطة تبرز وجوده في تلك الطقوس الفنية الجمالية. وتبرز لوحاته كيف قضت العمارة الحديثة والمصانع الفولاذية على جمال الطبيعة الخضراء، التي جعلت البشر ينجذبون للفولاذ والحداثة على حساب الطبيعة البكر، وتوازنت موهبته في الرسم مع كتابة القصائد التي حملت رسائل حياتية بالألوان الزيتية.