الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كاتب بريطاني: تريزا ماي أساءت التقدير في قرار الانتخابات المبكرة

استهل الكاتب البريطاني شون أوجرادي مقاله في صحيفة الإندبندنت، بالإشارة إلى تقدم حزب العمال في استطلاعات الرأي أخيراً، ما يُثير مخاوف رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي ويجعلها تشعر بالندم لأنها طلبت إجراء انتخابات مُبكرة. وأكّد الكاتب أن ماي أساءت تقدير موازين القوى السياسية في اللحظة الراهنة، واستهانت بقوة زعيم حزب العمال جيريمي كوربين وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي تيم فارون، وقدرتهما على منافستها في الانتخابات. ويبذل كل من كوربين وفارون جهوداً كبيرة في حملتهما الانتخابية، ويلتقيان الجماهير وينخرطان في مُناظرات ويُدليان بمُلاحظات بارعة، في حين ترفض ماي مُقابلة الجماهير والمناظرات التلفزيونية وتتجاهل التقارير التي لا تصب في صالحها، اعتماداً على شعبيتها واستطلاعات الرأي القديمة، بحسب الكاتب. ويستفيد خصوم ماي السياسيون من انسحابها وصمتها، إذ يحرص كوربين على تجاوز انتقادات وسائل الإعلام لمواقفه سابقاً، ويطرح مُبادرات اجتماعية جذابة بلغة مُنمقة وقدرات خطابية تفوق التوقعات السابقة. ويُسهم ظهور كوربين وفارون في وسائل الإعلام المرئية على نحو مُتكرر في تغيير الانطباعات السابقة عنهما، ما يمنحهما فرصة ذهبية في تحقيق انتصارات سياسية وجماهيرية في غفلة من رئيسة الوزراء، بحسب الكاتب. وأظهرت المؤشرات أخيراً إمكانية حصول حزب العمال على أصوات الناخبين في المناطق الشمالية وفي مدينة لندن، على عكس توقعات ماي ومُستشاريها السياسيين، لأنها المناطق التي تُعارض بريكست بقوة والتي فقد ناخبوها الثقة في حزب المُحافظين. وفي السياق ذاته، سيحرص أرباب المعاشات على التصويت ضد ماي وحزبها، لأنها لم تُعلن بوضوح عن زيادة معاشات الضمان الاجتماعي، أو تُحدد نسبة الزيادة السنوية، وينطبق الأمر نفسه على المُتضررين من خفض الإنفاق الصحي في الموازنة الجديدة. وعن حملة ماي الانتخابية، أعرب الكاتب عن اعتقاده بأنها ترفع شعارات عتيقة ليس لها أي مردود على أرض الواقع، وأشار كذلك إلى اعتمادها على استراتيجية انتخابية لن تصمد طويلاً في مواجهة المنافسة الشرسة. ولم تستوعب ماي، بحسب الكاتب، عدم رغبة الناخبين في حزب لا يُفكر في انقسام البلاد إزاء بريكست، ولا يحاول رأب الصدع الراهن بين قطاعات واسعة من الشعب البريطاني. واستنتج الكاتب أن ماي استهانت بالمخاطر التي تواجهها في الوقت الراهن، وتسير في الخط المرسوم سلفاً، من دون قدرة حقيقية على مواجهة المُتغيرات وإجراء مناورات سياسية لتعديل المسار، لدرجة أنها أصبحت مثار سخرية سياسية. ورجح الكاتب أن الانتخابات المُقبلة لن تجري وفق أهواء ماي، لأن تركيزها ينصب على مفاوضات بريكست وتحقيق الزعامة فقط، ولا تحاول مُناقشة طموحات الناخبين ومطالبهم الأساسية، ولن يُجدي الدعم الإعلامي في إقناع الناخبين بأن ماي هي المُدافع عن مصالحهم.