2018-06-04
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة التي استضافها مجلس البطين، اليوم الاثنين، بعنوان «لا حدود للفضاء: دروس قيّمة من تجربة رائدي الفضاء التوأمين كيلي»، وألقاها رائد الفضاء مارك كيلي وتوأمه سكوت كيلي.
كما حضر المحاضرة إلى جانب سموه كل من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، والدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، وعدد من الشيوخ والوزراء وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي وكبار المسؤولين في الدولة.
وثمّن رائدا الفضاء بعد زيارتهما إلى مركز محمد بن راشد للفضاء الجهود التي تبذلها الإمارات في أبحاث علوم الفضاء، مشيدين بالخطوة الطموحة التي تبذلها الدولة من خلال تأهيل رواد فضاء إماراتيين في الوقت الحالي ليمثلوا الإمارات في المحطة الفضائية الدولية.
وأبانا أن المحطة الفضائية الدولية تدور على ارتفاع 390 كيلومتراً عن سطح كوكب الأرض، ويجري الإشراف عليها بتعاون دولي بهدف تحضير الإنسان لتمضية أوقات طويلة في الفضاء وإجراء التجارب خارج منطقة الجاذبية الأرضية بتكلفة 150 مليار دولار، وأنه من المخطط إقامة فندق للإقامة الطويلة ضمن تلك المحطة خلال الفترة المقبلة.
وأبديا أملهما برؤية رواد الفضاء الإماراتيين قريباً، حيث بدأت الإمارات بمحطة متفوقة جداً لعلوم الفضاء، الأمر الذي اعتبراه جيداً للتنمية الاقتصادية وتعزيز الكوادر البشرية، ولا سيما مع وجود مشروع للإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل بحلول العام 2021.
وتطرق الأخوان كيلي إلى خيارات الإمارات القوية للاستثمار في الفضاء، والتي ستعود بالنفع على الاقتصاد، وستحفز الأجيال المقبلة لصنع مستقبل أفضل من خلال التوجه إلى دراسة العلوم والرياضيات، موضحين أن أول شخص سيسير على المريخ يعيش بيننا الآن لأن الحلم أصبح قريباً وربما يكون حاضراً في قاعة المحاضرة هذه.
وقال رائد الفضاء سكوت كيلي «إن أفضل من نشركهم في رحلتنا لاكتشاف المريخ هم الإماراتيون، بعد أن قطعت الولايات المتحدة الأمريكية شوطاً كبيراً في طريقها إلى المريخ، لأنهم بنوا أفضل مدن العالم وكذلك سيفعلون على سطح المريخ».
واستعرض سكوت وقائع رحلته التي امتدت عاماً كاملاً على متن محطة الفضاء الدولية (ISS)، في الفترة الممتدة من مارس 2015 وحتى مارس 2016 في حين بقي شقيقه مارك على الأرض، لتقوم وكالة ناسا بإجراء مقارنات للفروق الوراثية بين الاثنين بهدف معرفة كيفية تأثير رحلات الفضاء الطويلة الأجل على الجسم البشري.
وأوضح التوأمان أن أحد مكونات الحمض النووي «التيلومير» نما لدى رائد الفضاء سكوت بصورة أطول قياساً بتوأمه مارك الذي ظل على الأرض، كما رصدت النتائج وجود تغيرات في الحمض النووي لدى الأخوين بنسبة اختلاف سبعة في المئة مقارنة بذي قبل لدى سكوت، حيث أضيفت جزيئات تسمى مجموعات الميثيل إلى الحمض النووي.
وبيّن سكوت أن من يقضون فترة معينة خارج الغلاف الجوي الأرضي تتأخر لديهم مظاهر الشيخوخة على اعتبار أن ضياع المعلومات الجينية هو الذي يجلب عدداً من أعراض التقدم في العمر مثل التجاعيد وضعف الذاكرة.
وتطرق سكوت إلى زيادة طول رائد الفضاء الروسي ميخائيل كورنينكو الذي رافقه في رحلته بنحو أربعة سنتيمترات لحدوث تمدد في العمود الفقري نتيجة انعدام الجاذبية.
واستعرض الشقيقان كيلي التجارب والدروس التي صاغت وجهات نظرهم حول العمل الجماعي والقيادة، وكيف تعلما مواجهة الصعاب وقهرها، واستراتيجياتهما الشخصية للتكيف مع التغيير.
وتحدث التوأمان كيلي عن وجهة نظرهما بدءاً من الانطلاق إلى الفضاء على متن المكوك الفضائي ومتن المركبة الفضائية الروسية «سويوز» والعودة إلى الأرض، إلى مهمة «سكوت» في الفضاء لمدة عام، والسعي إلى الوصول إلى كواكب أخرى مثل المريخ، إلى تأملات وقصص خاصة.
ومنح التوأمان مارك وسكوت اللذان يتشاركان بـ 99.9 في المئة من الحمض النووي المتطابق، البشرية فرصة فريدة لمعرفة المزيد عن تأثيرات الفضاء على علم وظائف الأعضاء البشرية، والصحة السلوكية، والميكروبيوم «الميكروبات المتعايشة مع الإنسان»، وطريقة تشغيل الجينات في الخلايا وإيقافها من خلال دراسات مقارنة فريدة من نوعها، حيث يتقاسم التوأمان أحدث النتائج حول ما كشفه الحمض النووي للباحثين حتى الآن.
وسرد رائدا الفضاء كيلي خمسة دروس أساسية من تجاربهما خارج العالم يمكن لأي شخص تطبيقها على حياته المهنية والشخصية لاكتشاف إمكاناته الخاصة التي لا حدود لها حول وضع الأهداف، والخطط، والمخاطرة، والتركيز فقط على ما يمكنك التحكم به، واختبار الوضع الراهن والعمل بروح الفريق.



