2018-10-03
عاش رب أسرة ضحايا حريق فيلا بني ياس، سالم الكثيري، لحظات عصيبة أثناء محاولته إنقاذ عائلته من ألسنة النار التي التهمت منزله فجر الثلاثاء، إذ اندفع للوهلة الأولى قاصداً غرفة أمه لإنقاذها وإخراجها بعيداً عن ألسنة الحريق والدخان لتكون أول الناجين من الحريق. ويروي الكثيري لـ «الرؤية» تفاصيل الحادثة التي ذهب ضحيتها ثمانية من أفراد العائلة قائلاً: «عدت إلى منزلنا في تمام الساعة الخامسة والنصف بعد أداء صلاة الفجر في المسجد، رأيت دخاناً أسود كثيفاً وهواء حاراً يواجهني، فدفعت نفسي داخل المنزل قاصداً غرفة أمي لإنقاذها وإخراجها بعيداً عن ألسنة الحريق والدخان». وتابع: «ذهبت بعدها مباشرة إلى غرفة أختي التي ترافقها ممرضة نظراً لحالتها الصحية، ومن ثم حاولت الصعود لإنقاذ أفراد العائلة البالغ عددهم 20 فرداً، لكن الدخان الكثيف والهواء الحار منعاني من الصعود». ويستكمل الكثيري حديثه: «توجهت إلى الخارج بمساعدة أبنائي ومن حضر إلى تقديم العون من الجيران، فبدأنا برمي الحصى والحجارة على النوافذ الخارجية لإيقاظ النائمين محاولين إنقاذهم، فتمكنت بناتي الثلاث مها وبادية ولطيفة من الخروج إلى إحدى الشرفات، ومن ثم تمكن الدفاع المدني من إنقاذهن عند وصول السلالم المتحركة». وأردف: «وجدت أخي قد سبقني إلى المنزل محاولاً إنقاذ النائمين من العائلة حينها في الطابقين الأول والثاني، ففي هذين الطابقين كانت إحدى الغرف مخصصة لأخي وزوجته المتوفاة (36 عاماً)، وابنته المتوفاة التي تبلغ من العمر عامين». وقال: «الغرف الأخرى، كانت مخصصة لأختي المتوفاة التي كانت تبلغ من العمر 39 عاماً، وهي معلمة، وأبنائها الثلاثة الذين توفوا في حادث الحريق». أما رب الأسرة، الكثيري، ففقد ابنتين، هما «آية» البالغة من العمر سبعة أعوام، وهي أصغر أبنائه، وكذلك «ثمنى» (21 عاماً) وكانت تدرس إدارة الأعمال، فيما أصيبت زوجته باختناق من أدخنة الحريق فانتقلت هي وثلاث من بناتها الأخريات لتلقي العلاج في مستشفى المفرق. * ليلة الحريق تابع رب الأسرة «شاء القدر في ليلة حادث الحريق أن تغير ابنتي آية مكان نومها، لتذهب إلى غرفة أختها «ثمنى» لتفارقا الحياة معاً، أما زوجتي التي تعالج في المستشفى حالياً من الإغماء تأثراً من أدخنة الحريق، فكانت تجهز أغراضها للسفر عصراً في اليوم الذي تعرض البيت فيه للحريق». ولفت إلى أن حالة زوجته مستقرة حالياً في المستشفى، وأزال الأطباء عنها أنبوب التنفس الاصطناعي، لكنها لا تعلم شيئاً بعد عن الأطفال وابنتيها المتوفيتين. * أمنية الأطفال المتوفين تطرق الكثيري في حديثه إلى أمنية بناته وأطفال العائلة، وسؤالهم الدائم عن المنزل الجديد الذي جرى استكمال إنشائه في الفترة الأخيرة، وكانوا يستعدون للانتقال إليه في غضون الأيام المقبلة، لكن قدّر الله وما شاء فعل. * «آية» الأقرب إلى القلب «آية» كانت الأقرب إلى قلب أبيها علي الكثيري، تعكس سماته وأخلاقه وعناده أحياناً، يقول الكثيري: «كانت تتمتع بالحنكة والذكاء على الرغم من أنها الأصغر بين إخوتها، ولباقتها في الحديث وتصرفها الحكيم في المواقف التي تمر بها». ولم يستطع الكثيري أن يتمالك نفسه ويكمل الحديث عن ابنته «ثمنى»، ليكتفي بالإشارة إلى هدوئها وحرصها على بيتها وإخوتها وعائلاتها. وأخيراً، أكد علي الكثيري أهمية توعية الأسر بضرورة الإسراع في تركيب كاشفات الدخان وأجهزة الإنذار والإطفاء، لتجنب الوصول إلى المرحلة التي يتعرض فيها قاطنو المنازل والنائمون إلى الاختناق من ألسنة الحرائق والدخان المتصاعد. * التحقيقات جارية ولفت الكثيري إلى أن التحقيقات ما زالت جارية للتأكد من أسباب الحريق في الفيلا، لكن المؤشرات الأولية ترجح أن يكون الماس الكهربائي في أحد الأسلاك أو أجهزة التكييف سبباً في الحريق، مشيراً إلى أنه لم يلحظ أي شيء غريب عند خروجه من المنزل لأداء صلاة الفجر . من جهتها، دعت شرطة أبوظبي إلى تركيب كاشفات الحريق وأجهزة الإنذار التي تساعد في الكشف المبكر عن أي حرائق في المنازل أو الفلل. ولفتت الشرطة إلى أن الحرائق الليلية تعد ذات خطورة عالية، نظراً لإمكانية تعرض النائمين للاختناق والوفاة نتيجة لاستنشاق الأدخنة الصاعدة من ألسنة الحريق.