2018-07-12
عادت أسعار النفط للصعود بعد إعلان وكالة الطاقة الدولية أن زيادة إنتاج منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) تقلص الطاقة الإنتاجية الفائضة في دول الخليج إلى نحو 1.6 مليون برميل يومياً في يوليو الجاري. وأضافت أن احتياطي إمدادات النفط العالمية ربما استنفد بالكامل بسبب حالات تعطل الإنتاج الممتدة لفترات طويلة، ما يدعم الأسعار ويهدد نمو الطلب. وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2014 في الأسابيع الأخيرة جراء الانخفاض المتوقع في صادرات الخام الإيرانية هذا العام بسبب تجدد العقوبات الأمريكية، إضافة إلى تراجع إنتاج فنزويلا وتعطل إمدادات في ليبيا وكندا وبحر الشمال. وفي ظل شح المعروض، قامت أوبك، وبعض كبار المنتجين خارجها ومن بينهم روسيا، بتخفيف اتفاقهم لخفض الإنتاج، حيث تعهدت السعودية بدعم السوق في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنظمة بدفع الأسعار للارتفاع. وقالت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس في تقريرها الشهري لأسواق النفط إن هناك بالفعل مؤشرات مبشرة جداً على أن إنتاج كبار المنتجين يزيد وقد يبلغ مستوى قياسياً. لكن الوكالة اعترت أن حالات تعطل الإنتاج تبرز الضغط الذي تتعرض له الإمدادات العالمية في الوقت الذي ربما يكون فيه احتياطي الطاقة الإنتاجية الفائضة العالمي قد استنفد بالكامل. وتشير الطاقة الإنتاجية الفائضة إلى قدرة المنتج على زيادة الإنتاج في وقت قصير نسبياً، ومعظمها في الشرق الأوسط. وتؤكد وكالة الطاقة أن إنتاج أوبك من الخام في يونيو بلغ أعلى مستوياته في أربعة أشهر عند 31.87 مليون برميل يومياً. وبلغ فائض الطاقة الإنتاجية في منطقة الشرق الأوسط في يوليو 1.6 مليون برميل يومياً وهو ما يعادل نحو اثنين في المئة من الإنتاج العالمي. ويواصل الإنتاج من خارج أوبك الارتفاع أيضاً بما في ذلك إنتاج النفط الصخري الأمريكي المتزايد، لكن الوكالة تقول إن ذلك قد لا يكون كافياً لتهدئة المخاوف. وأبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2018 عند 1.4 مليون برميل يومياً، لكنها حذّرت من أن ارتفاع الأسعار قد يقلص الاستهلاك. وقالت الوكالة إن ارتفاع الأسعار يتسبب في استمرار مخاوف المستهلكين في كل مكان من أن تتضرر اقتصاداتهم. وفي المقابل قد يكون لهذا أثر ملحوظ في نمو الطلب النفطي. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الصين والهند، ثاني وثالث أكبر مستهلكين للنفط في العالم، قد تواجهان تحديات كبيرة في العثور على نفط خام بديل بعد انخفاض صادرات النفط الإيرانية والفنزويلية.