2018-12-16
عرفت البشرية سفينة نوح ، وصارت رمزاً للنجاة ووحدة المصير، والحفاظ على البذور الطيبة للحياة البشرية والحيوية على الأرض، لكن هناك سفينة أخرى تشكلت منذ بداية القرن العشرين، ليس لها صديق إلا نفسها، سأطلق عليها سفينة سام، وسام هذا ليس ابن نوح، إنما هو الاسم الذي تُكنى به العمة أمريكا، ولماذا هذا؟ لأن العالم كله بمركب، وأمريكا في مركب آخر، تحاول خرق سكينة مركب العالم (نوح).
وسأبدأ من النهاية، من الاحتجاجات الفرنسية الحالية، التي أرى أنها لم تقم بسبب رفع ضريبة الوقود، إنما حجة لإقالة ماكرون، وتأديبه على فعلته النكراء، حين تطاول وعرض مقترحاً لإقامة جيش أوروبي مواز للناتو ومنفصل عنه، والدليل استمرار الاضطرابات وازدياد عنفها، حتى بعد أن رضخ ماكرون لمطالب المحتجين، حين وجد أن المسألة ليست اعتراضاً على زيادة الأسعار، إنما مسألة أيدٍ تحاول تعكير صفو الأمن الرئاسي في فرنسا.
الاحتجاجات أمر طبيعي في فرنسا، باعتبارها دولة ديمقراطية، لكن هذه الاحتجاجات مختلفة، ليس لارتفاع سقف المطالب، لكن لأسباب أخرى، أهمها أنه لم تقم بها نقابة من النقابات كما هي العادة، بل قامت بشكل هلامي، اتخذ اللون الأصفر عنواناً له، والشكل الهلامي يختلف عن الشكل الهرمي الذي يمكن التفاوض مع قمته، وللتذكير كان هذا شكل ما عرف بثورات الربيع العربي، التي كانت بلا قيادة، وصنفها المغرضون عفوية. وعلمياً لا شيء عفوياً في الفيزياء، ولا في السياسة، فلكل فعل أو حركة محرك يضخ فيها طاقة، تصل للعنف أحياناً، لتولد الفوضى، والفوضى ليس للخلق من جديد، كما تدعي أمريكا، فلم يخلق الكون من فوضى، لكن فوضى بغرض إضعاف العدو.
وفي التاريخ القريب، سقط رئيسا دولتين غربيتين، بنفس روتين الاحتجاجات الفرنسية، الأولى عام 2014 حين سقط رئيس أوكرانيا، وبرر سقوطه لتتمكن أوكرانيا من الانضمام للمعسكر الغربي، وفي عام 2016 سقطت رئيسة البرازيل، وبرر سقوطها بالفساد، بالرغم من أنه حتى اليوم لم يثبت فسادها. وشرارة الاحتجاجات في البلدين كانت نتيجة لرفع الأسعار بنسبة ضئيلة جداً، وفي الدولتين تراجع الرئيسان عن قرارهما، لكن الاحتجاجات لم تتوقف، وفيها جميعاً علا سقف المطالب، ليصل إلى المطالبة بتنحي الرئيس. وهذا التشابه مدعاة إلى التساؤل: ما الرابط بين هذه الدول الثلاث؟ بل ما الرابط بين كل عملية احتجاجات قامت بعد الحرب العالمية الثانية سواء في شرق العالم أو غربه؟ وللحديث بقية.
[email protected]
وسأبدأ من النهاية، من الاحتجاجات الفرنسية الحالية، التي أرى أنها لم تقم بسبب رفع ضريبة الوقود، إنما حجة لإقالة ماكرون، وتأديبه على فعلته النكراء، حين تطاول وعرض مقترحاً لإقامة جيش أوروبي مواز للناتو ومنفصل عنه، والدليل استمرار الاضطرابات وازدياد عنفها، حتى بعد أن رضخ ماكرون لمطالب المحتجين، حين وجد أن المسألة ليست اعتراضاً على زيادة الأسعار، إنما مسألة أيدٍ تحاول تعكير صفو الأمن الرئاسي في فرنسا.
الاحتجاجات أمر طبيعي في فرنسا، باعتبارها دولة ديمقراطية، لكن هذه الاحتجاجات مختلفة، ليس لارتفاع سقف المطالب، لكن لأسباب أخرى، أهمها أنه لم تقم بها نقابة من النقابات كما هي العادة، بل قامت بشكل هلامي، اتخذ اللون الأصفر عنواناً له، والشكل الهلامي يختلف عن الشكل الهرمي الذي يمكن التفاوض مع قمته، وللتذكير كان هذا شكل ما عرف بثورات الربيع العربي، التي كانت بلا قيادة، وصنفها المغرضون عفوية. وعلمياً لا شيء عفوياً في الفيزياء، ولا في السياسة، فلكل فعل أو حركة محرك يضخ فيها طاقة، تصل للعنف أحياناً، لتولد الفوضى، والفوضى ليس للخلق من جديد، كما تدعي أمريكا، فلم يخلق الكون من فوضى، لكن فوضى بغرض إضعاف العدو.
وفي التاريخ القريب، سقط رئيسا دولتين غربيتين، بنفس روتين الاحتجاجات الفرنسية، الأولى عام 2014 حين سقط رئيس أوكرانيا، وبرر سقوطه لتتمكن أوكرانيا من الانضمام للمعسكر الغربي، وفي عام 2016 سقطت رئيسة البرازيل، وبرر سقوطها بالفساد، بالرغم من أنه حتى اليوم لم يثبت فسادها. وشرارة الاحتجاجات في البلدين كانت نتيجة لرفع الأسعار بنسبة ضئيلة جداً، وفي الدولتين تراجع الرئيسان عن قرارهما، لكن الاحتجاجات لم تتوقف، وفيها جميعاً علا سقف المطالب، ليصل إلى المطالبة بتنحي الرئيس. وهذا التشابه مدعاة إلى التساؤل: ما الرابط بين هذه الدول الثلاث؟ بل ما الرابط بين كل عملية احتجاجات قامت بعد الحرب العالمية الثانية سواء في شرق العالم أو غربه؟ وللحديث بقية.
[email protected]