الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

فرص عمل بديلة تفوق المفقودة بسبب الذكاء الاصطناعي

فرص عمل بديلة تفوق المفقودة بسبب الذكاء الاصطناعي
توقعت دراسات متخصصة محلية وعالمية تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على تحركات سوق العمل، ومعدل الفرص المتاحة به، واحتمالية تسببها في اختفاء 40 في المئة من نوعية الوظائف المتاحة حالياً عالمياً، وما يتجاوز مليوني وظيفة في الإمارات (بحسب شركة الاستشارات العالمية ماكنزي)، وتعرض 60 في المئة من الوظائف في السوق الإماراتي للاستبدال (بحسب مدينة دبي للإنترنت)، إلا أن مسؤولين حكوميين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والتحول الذكي ومديري مؤسسات قطاع خاص، استبعدوا إمكانية حدوث اندثار سريع ومباشر للوظائف في المدى القصير، موضحين أن اختفاء نوعيات محددة من الوظائف أمر طبيعي يرتبط بحركة المجتمعات وتطورها وحركة الثورات الصناعية.

ولفتوا إلى أن آلية تعامل المؤسسات والشركات سواء في الجهات الحكومية أو القطاع الخاص مع الواقع الجديد في سوق العمل، سيوجد أعداداً كبيرة من الوظائف تتجاوز نسبة ما سيتم فقده، لكنها تنسجم مع متطلبات الفترة المقبلة المعتمدة على التحول نحو الذكاء التقني.من الوظائف ستختفي

قال المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت عمار المالك، إن 60 في المئة من الوظائف التقليدية الموجودة حالياً ستختفي في المستقبل، بحسب دراسات عالمية، التي توقعت تأثر 25 في المئة من الوظائف المتاحة في السوق الإماراتي حالياً بالذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة.


وأشار إلى أن الخوف والقلق من تأثر سوق العمل وعدد الوظائف المتاح والذي سيختفي، يمكن التسليم به في حال كانت آلية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي إحلالية مباشرة دون خطة مسبقة، وهو الأمر المخالف تماماً لما جرى العمل عليه في الدولة، حيث اعتمدت الدولة في سياستها التحولية للحكومة الإلكترونية ثم الذكية ثم تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي على خلق جيل واع بطبيعة احتياجات هذا التحول وتهيئة الكوادر لمواكبة متطلبات العمل.نقص الكوادر المؤهلة


قالت المديرة العامة لمكتب دبي الذكية عائشة بن بشر، إن حركة إحلال واستبدال الوظائف واختفاء البعض وظهور أخرى جديدة حركة دورية ترتبط بتطور التقنيات وآليات القطاعات كافة، وقد حدث ذلك مع تطورات الثورات الصناعية المتعاقبة، إلا أن آلية تعامل الدولة مع الأمر بالنسبة لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي مختلفة، حيث بدأنا خلال الأعوام القليلة الماضية في رفع الوعي بهذه التقنيات والمتطلبات التي سيحتاجها سوق العمل خلال السنوات المقبلة.

وأضافت «بالنسبة لدبي الذكية، تم إطلاق برامج للدبلومات العليا والماجستير في علوم البيانات، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية في الدولة، والذي تقوم عليه فكرة التحول الذكي للمدن الجاري تطبيقها في دبي، كما تم طرح دبلومات تنفيذية لتقنية المعلومات لتأهيل الفنيين المساعدين في فروع وعمليات التحول، موضحة أن ماجستير علوم البيانات سجل الدفعة الأولى به وتضم 60 طالباً».

وكشفت بن بشر عن استعداد مكتب دبي الذكية لإطلاق (جامعة المدن الذكية) في أبريل المقبل، والتي ستتواجد بالشكل الإلكتروني والذكي، وستدعم جميع ذوي الموهبة والمعرفة بعلوم التكنولوجيا والتقنيات المرتبطة بلغة البرمجة والذكاء الاصطناعي، حيث ستتيح لجميع أفراد المجتمع الحصول على شهادة دراسية معترف بها، عبر امتحانات وتقييم مستوى خاص وعدد من الدورات المتخصصة.القطاع المصرفي

استبعد المدير العام لمعهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية، وعضو لجنة تنمية الموارد البشرية والتوطين في القطاع المصرفي والمالي، جمال الجسمي، أن يشهد القطاع المصرفي في الدولة إلغاء عدد كبير من الوظائف جراء التوسع في التحول الذكي واستخدام الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوك تشين.

وأوضح أن المعهد اعتمد تغيرات مشابهة في طبيعة الدراسة المقدمة للملتحقين به تشمل تخصيص 28 في المئة من برامجه الجديدة لعام 2019 للتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي، وذلك لتلبية الاحتياجات التدريبية السنوية لمصارف الدولة والتي بدأت جميعها في التحول التدريجي نحو مزيد من الاعتماد على التقنيات الحديثة.أمن المعلومات

قال نائب رئيس «تريند مايكرو» المتخصصة في أمن المعلومات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور معتز بن علي، إن شركته وبالتعاون مع مؤسسات أكاديمية عدة في الإمارات بدأت في تدريب أعداد كبيرة من الطلبة على علوم أمن المعلومات وتطوراتها التي تواكب تطبيقات التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي، وحتى الآن تم إنهاء تدريب 40 طالباً وتعين بعضهم في الشركة، وتقدم الباقون للعمل في أقسام تقنية المعلومات لدى المؤسسات والجهات الأخرى.

لينكد إن

بلغ عدد المتقدمين المؤهلين للوظائف المعروضة في مجال تقنية المعلومات، خصوصاً في الذكاء الاصطناعي والتخصصات المساندة والمساعدة له، نحو عشرة في المئة من إجمالي عدد الوظائف المعروضة، بحسب إحصاءات موقع التوظيف المتخصص «لينكد إن».

وقال مدير مركز إبداع الحكومة الذكية في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات المهندس ماجد المظلوم: «تتردد بشكل دائم مخاوف اختفاء الوظائف بسبب توظيف التكنولوجيا، وآخر موجة منها كانت ظهور الحوسبة السحابية والتخزين الافتراضي للبيانات، والتي توقعت جهات عدة أن تلغي أعداداً كبيرة من الوظائف، إلا أن عمليات تطوير المهارات والقدرات الخاصة بالكوادر العاملة التي لم تكن دخلت المجال فعلياً خلقت مزيداً من فرص العمل».

الممر الذكي

وأشار إلى أن مشروع الممر الذكي الذي طبقته الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب أخيراً يعد مثالاً جيداً على فكرة اختفاء الوظائف من عدمه، ففي مقابل تقليل موظف أو اثنين من موظفي الجوازات في المطار، ظهرت فرصة عمل لما يزيد على عشرة من المختصين في تقنية المعلومات لتصميم الممر وبرمجته والإشراف عليه ومتابعة استمرارية عمله.