الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عجز عن التأثير

السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يؤثر انسحاب قطر في مستقبل المنظمة التي تولت على مدى ستة عقود منذ تأسيسها عام 1960ضبط إيقاع حراك أسواق النفط وتحقيق التوازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين؟ وهل ستغري هذه الخطوة مزيداً من الدول بالانسحاب بصور تؤدي إلى إضعاف المنظمة أو انهيارها؟

والإجابة ببساطة هي أن الخطوة القطرية لن يكون لها تأثير يذكر في أسعار النفط ولا في مستقبل المنظمة، ووفق أسوأ السيناريوهات سيكون الأثر معنوياً ولفترة قصيرة جداً، لأن قطر لم تكن في يوم من الأيام لاعباً من العيار الثقيل في «أوبك»، وكل إنتاج قطر من النفط لا يتجاوز 600 ألف برميل يومياً، أي أقل من اثنين في المئة من إجمالي إنتاج المنظمة البالغ 32.4 مليون برميل يومياً، ما يضعها في المرتبة الـ 17 في قائمة أكبر المنتجين، كما أن حجم الاحتياطات المؤكد المتوافر لديها لا يتجاوز اثنين في المئة من الاحتياطات العالمية.

وتثبت الخبرة التاريخية أن المخاوف من أن تؤدي الخطوة القطرية إلى إغراء دول أخرى بأن تحذو حذو قطر لا أساس لها من الصحة، فكل من الإكوادور والجابون اللتين انسحبتا من عضوية المنظمة في عامي 1992 و1995 على التوالي ندمتا بعد وقت قصير على هذه الخطوة، وعادتا إلى حضن المنظمة التي تضمن إيرادات ثابتة لصادراتهما النفطية.


والغريب أن القرار القطري يأتي في وقت تشهد فيه المنظمة رغبة قوية من جانب المنتجين من خارج المنظمة لتنسيق السياسات مع المنظمة بما يحقق مصلحة الجميع.


وهناك من يرى أن الخطوة القطرية ستكون لها انعكاسات سلبية على قطر، وقد ألمح إلى ذلك وزير النفط العماني محمد الرميحي عندما أشار إلى أن القرار القطري سيعرضها للانتقام عبر انسحاب الدول الأعضاء في منتدى مصدري الغاز الذي يتخذ من الدوحة مقراً له.