الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

توافق في أوبك على خفض الإنتاج مليون برميل

توافق في أوبك على خفض الإنتاج مليون برميل
تراجعت أسعار النفط أمس بنحو خمسة في المئة بانتظار المزيد من المباحثات بين أعضاء أوبك والدول من خارج المنظمة، يمكن أن تسفر عن خفض الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً، رغم نبرة التحدي التي أظهرتها تصريحات المسؤولين في المنظمة تجاه دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض الأسعار.

وناقش وزراء نفط دول أوبك الـ 15 أمس، خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً، ما يعني تقليص إجمالي المعروض في السوق العالمية بنحو واحد في المئة.

وينضم إليهم اليوم وزراء عشر دول نفطية من خارج المنظمة على رأسها روسيا، للوصول إلى قرار نهائي بشأن مستويات الإنتاج خلال العام المقبل.


وتبنت الدول الـ 25 المعروفة باسم «أوبك بلس» قراراً بخفض الإنتاج منذ أوائل 2017، ما رفع الأسعار إلى أكثر من 85 دولاراً للبرميل في أكتوبر الماضي، لتتراجع بعد ذلك بشدة إلى ما دون الـ 60 دولاراً للبرميل الشهر الماضي.


وأعلن وزير النفط العماني محمد الرمحي أن وزراء «أوبك بلس» متفقون على خفض الإنتاج، مضيفاً أنهم ما زالوا في حاجة لمزيد من المناقشة بشأن حجم الخفض بدقة.

من جهته، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقليص أوبك للإنتاج، داعياً المنظمة إلى العدول عن هذه الخطوة.

وكان ترامب دعا أوبك مراراً إلى العمل على خفض أسعار النفط، واستجابت له بعض الدول في (أوبك بلس) برفع إنتاجها لتعويض العقوبات المعلنة على إيران.

وكتب ترامب «نأمل أن تبقي أوبك على تدفق النفط كما هو دون قيود، فالعالم لا يريد أن يرى أسعاراً أعلى للنفط، كما أنه ليس في حاجة إليها أيضاً».

إلا أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح رد أمس على ذلك بقوله أن الولايات المتحدة ليست في موقع يسمح لها بأن تملي على منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) سلوكها.

ولفت إلى أن واشنطن ليست في موقع يسمح لها بأن تقول لنا ماذا علينا أن نفعل، لا نحتاج إلى إذن أحد لخفض الإنتاج.

وأكد أن أوبك تريد الاتفاق على خفض كاف، لإنتاجها النفطي من أجل إعادة التوازن إلى الأسواق. وقال إن هذا الخفض الذي قد يتقرر خلال الاجتماع يجب أن يتم توزيعه بالتساوي بين الدول الأعضاء وفق النسب المئوية لإنتاجها.

ورأى الفالح أن خفضاً بمقدار مليون برميل يومياً مرغوب فيه.

وصرح وزير الطاقة السعودي بأن أي خفض في إنتاج مجموعة الدول المصدرة للنفط من داخل منظمة أوبك وخارجها ينبغي ألا يكون كبيراً، معتبراً أن خفض الإنتاج بمعدل مليون برميل في اليوم سيكون كافياً.

إلا أنه أكد أنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق، وأن روسيا لا تزال تنظر في خياراتها.

ولفت إلى أن المملكة مستعدة لجميع تبعات التوصل إلى اتفاق، أو عدم التوصل إلى أي اتفاق.

وأوضح أنه لم تكن هناك أي مشاورات مع الولايات المتحدة حول مستوى أسعار النفط.

وبلغ إنتاج أوبك في أكتوبر 32.99 مليون برميل يومياً حسب وكالة الطاقة الدولية، بينما أعلنت السعودية عن زيادة في إنتاجها في نوفمبر.

ويرى عدد من المحللين أن خفض الإنتاج مليون برميل يومياً لن يكون كافياً لإعادة التوازن إلى الأسواق.

وتأثرت أسواق الخام أمس بتصريحات الفالح، وهوت بنحو خمسة في المئة، لينخفض سعر برميل برنت تسليم فبراير إلى ما دون 60 دولاراً.

وقال مندوبون أمس إن أوبك ربطت عملياً خفضاً مزمعاً لإنتاج النفط بمساهمة روسيا غير العضو فيها.

وقال خمسة مندوبين إن المنظمة تنتظر الأنباء من روسيا حيث غادر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فيينا لعقد اجتماع محتمل مع الرئيس فلاديمير بوتين.

ويعود نوفاك إلى فيينا اليوم للمشاركة في محادثات بين أوبك وحلفائها بعد مناقشات المنتجين الأعضاء في المنظمة أمس.

وقال أحد المندوبين «أنا متفائل، سيكون هناك اتفاق لكن لم تتضح نسبة مشاركة أوبك ونسبة مشاركة غير الأعضاء، ومازال الأمر قيد النقاش».

وقال ثلاثة مندوبين إن أوبك وحلفاءها قد يخفضون إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً إذا أسهمت روسيا في هذا الخفض، وإذا أسهمت روسيا بنحو 250 ألف برميل يومياً فقد يتجاوز حجم الخفض الكلي 1.3 مليون برميل يومياً.

وقال مندوب آخر «سيكون الخفض بين مليون و1.3 مليون برميل يومياً، ننتظر فقط لمعرفة كيف سيجري توزيعها».

وتعتزم أوبك خفض الإنتاج رغم ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدعم الاقتصاد العالمي عن طريق إبقاء أسعار النفط منخفضة.

ولمحت السعودية، أكبر منتج في أوبك، إلى أنها تريد من المنظمة وحلفائها خفض الإنتاج بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يومياً أو 1.3 بالمئة من الإنتاج العالمي.

وقالت مصادر من أوبك وخارجها إن السعودية تريد أن تسهم موسكو في خفض الإنتاج بما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف برميل يومياً، لكن روسيا تصر على أن الخفض يتعين أن يكون بنصف هذه الكمية فقط.

وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي إن بيانات سبتمبر وأكتوبر من العام الحالي ستكون الأساس الذي ستستند له التخفيضات التي سيجري تطبيقها في الفترة من يناير إلى يونيو.

من جهته، أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس أن روسيا ستجد صعوبة أكبر في خفض إنتاجها النفطي خلال الشتاء مقارنة مع المنتجين الآخرين نظراً لظروف برودة الطقس في حقول النفط الروسية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع إنتاج النفط من خارج أوبك 2.3 مليون برميل يومياً العام الجاري، بينما من المنتظر أن ينمو الطلب 1.3 مليون برميل يومياً العام المقبل، وربما يؤدي ذلك مجدداً إلى فائض في المعروض بالسوق، ويدفع الأسعار العالمية للهبوط.

ويجب أن تقرر أوبك اليوم ما إذا كان الاقتصاد العالمي سيحتاج مزيداً من النفط أو أقل، فبعد أشهر من الإنتاج بأقل كثيراً من المستوى المستهدف، زاد أعضاء أوبك إنتاجهم الصيف الماضي وبحلول أكتوبر ارتفع إنتاجهم نحو 400 ألف برميل يومياً عن سبتمبر، وزادت روسيا أيضاً إنتاجها نحو 460 ألف برميل يومياً فوق سقفها.