الاثنين - 13 يناير 2025
الاثنين - 13 يناير 2025

«التقنيات الإحلالية» تؤثر في شركات الشرق الأوسط

«التقنيات الإحلالية» تؤثر في شركات الشرق الأوسط
تواجه شركات الشرق الأوسط تحديات فرضتها التطورات والتقنيات التي دخلت قطاعات الأعمال وحلت مكان نماذج الأعمال القديمة، وهذه التقنيات الإحلالية تعرّض اليوم ما قيمته أكثر من 400 مليار دولار أمريكي من المشاريع للخطر بسبب المنافسين الذين استطاعوا تعزيز قدراتهم الابتكارية والاستفادة بشكل فعلي من الفرص الاقتصادية الجديدة، وفقاً لتقرير جديد أعدته شركة أكسنتشر.

ويستند التقرير الذي حمل عنوان «مؤشر أكسنتشر لنضح الابتكار 2018 ـ الشرق الأوسط» إلى دراسة تحليلية شملت 200 من أكبر الشركات من حيث الإيرادات ضمن 18 قطاعاً، واستطلاعاً شمل 150 مسؤولاً تنفيذياً من 11 قطاعاً.

وبحسب النتائج الرئيسة، توقع نحو 60 في المئة من المسؤولين التنفيذيين أن تشهد قطاعات أعمالهم تغيراً إحلالياً كبيراً في الأعوام الثلاثة المقبلة، بينما قال 45 في المئة من الشركات بمنطقة الشرق الأوسط إنهم يشعرون بتأثير الإحلال اليوم، في حين أعرب 44 في المئة عن أنهم معرّضون بشدة للتغير الإحلالي في المستقبل.


وأفادت الدراسة أن أكثر الشركات عرضة للتغير الإحلالي هي شركات قطاعات التكنولوجيا المتطورة، المواد الكيميائية، الآلات والمعدات الصناعية، البنية التحتية، وتجارة التجزئة، في حين من المرجح أن تتأثر الشركات العاملة في قطاعات السفر وصناعة السيارات والرعاية الصحية بشكل كبير في الأعوام المقبلة.


ووفقاً لتقديرات «أكسنتشر»، فإن نحو 442 مليار دولار أمريكي معرّضة للخطر بسبب التغيير الإحلالي الذي تتعرض له شركات الشرق الأوسط نظراً لقدراتها المحدودة في مجال الابتكار.

ويشير التقرير إلى أنه رغم زيادة كثير من الشركات إنفاقها على الابتكار في الأعوام الأخيرة، إلا أن هذه الاستثمارات لم تؤدِ بالضرورة إلى تحقيق نمو أعلى من المعدل، إذ انخفض عائد الإنفاق على الابتكار على مستوى العالم بنسبة 27 في المئة على مدار الأعوام الخمسة الماضية.

وأوضح المدير التنفيذي لأكسنتشر الرقمية في الشرق الأوسط وتركيا، خافيير أنجلادا، أنه مع وجود أكثر من 400 مليار دولار من قيمة المشاريع المعرّضة للخطر، إلى جانب الفرص غير المستغلة في السوق، يتعين على قادة القطاعات أن يغيّروا نظرتهم إلى الابتكار. ومن خلال التحرك بشكل حكيم لوضع استراتيجية رقمية شاملة، سيتمكنون من السعي وراء فرص نمو جديدة دون التخلي عن أعمالهم الأساسية.

وكشف تحليل أكسنتشر أن الشركات الأكثر ابتكاراً تقوم بشيئين أساسيين، الأول هو بناء عملية ابتكار موثوقة وقابلة للتكرار من خلال وضع استراتيجية محددة وخلق ثقافة تكرم الابتكار وبناء هيكلية ابتكار رسمية، والثاني إجراء تغييرات كبرى على مستوى المؤسسة بحيث يصبح الابتكار جزءاً لا يتجزأ من أعمالها اليومية.

وينعكس هذا الأمر على سبع صفات تتحلى بها تلك الشركات وتستخدمها لدمج الابتكار في أعمالها، وهي: الاعتماد على البيانات، مواكبة التطورات، استخدام المواهب، الإدارة الذكية للأصول، الشمولية، دعم شبكة العلاقات، والاعتماد على التكنولوجيا.

من جهته، أكد مدير الأبحاث في أكسنتشر، يوسف سيدات، أن الثورة الرقمية كشفت عن فرص وفيرة ذات قيمة عالية للشركات على صعيد زيادة الكفاءة وابتكار أنواع جديدة من المنتجات والخدمات.

ولفت إلى أن الشركات القادرة على الاستفادة من الابتكار لتحقيق تغييرات هيكلية عميقة مهيأة أكثر للاستفادة من القيمة غير المستغلة لمشاريعها. وفي حال عجز الشركات المتوسطة في الشرق الأوسط عن إيجاد وسيلة للاستفادة من القيمة غير المستغلة لديها، فإن غيرها من الشركات سيسبقها بالتأكيد إلى ذلك، وأولئك الذين يفشلون في الاستفادة من القوة التحويلية للإبداع والابتكار يغامرون بإبقاء شركاتهم وأعمالهم على الهامش.