تشهد الهجمات الإلكترونية تعقيدات متزايدة من حيث التطور يوماً بعد يوم، حيث تظهر متغيرات جديدة للبرمجيات الخبيثة بشكل شبه يومي، في الوقت الذي يرتفع عدد الهجمات على شبكة الإنترنت بنسبة 56 في المئة، وشملت القائمة مجموعة من الممارسات الجديدة، مثل هجمات formjacking والتشفير وإنترنت الأشياء، ضمن برمجيات معروفة مسبقاً مثل برمجيات الفدية والتصيد الإلكتروني. يأتي ذلك في الوقت الذي تمس الحاجة إلى أدوات حماية قوية تساهم في التصدي لهذه الموجات المتواصلة.
ويرى الكثيرون أن الأمن السيبراني يضطلع بدور جوهري في مسألة تعلّم الآلة وقدرات الذكاء الاصطناعي، وهي قدرات متضمنة في أدوات ومنصات العصر الحديث. ويمكن أن تساعد أساليب تعلّم الآلة في تنظيم وتحليل المقادير الهائلة من البيانات التي يتم جمعها لتفعيل عملية اكتشاف التهديدات في الوقت الفعلي. ويتوقع خبراء الصناعة أن تبدأ العديد من المؤسسات باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة من خلال حالات استخدام الأمن السيبراني، بما في ذلك التعرف إلى أنماط قطع الخدمة الموزعة، وتحديد أولويات تنبيهات الاستخدام من أجل التدرج في التعامل مع المشكلة وفحصها، والتوثيق القائم على المخاطر.
ووفقاً لاستبيان حالة أمن المعلومات عالمياً 2018 الذي أعدته مؤسسة "بي دبليو سي"، تخطط 27 في المئة من المؤسسات للاستثمار في امتلاك أنظمة حماية للأمن السيبراني التي تتضمن شكلاً من أشكال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.
وتسود هذه التوجّهات الحماسية نظراً لأن الذكاء الاصطناعي وأدوات الأمن السيبراني التي تدعم تعلم الآلة - سواء أنظمة منع التسلل أو حلول نقاط النهاية الأمنية أو منصات مكافحة الفيروسات - لديها فرصة أفضل بكثير في تحديد واكتشاف موجّهات الهجوم من خلال حالات جماعية لنقاط البيانات، وليست من أي من المحللين المتخصصين في التهديدات أو فريق من محترفي أمن المعلوما .
ويرى الكثيرون أن الأمن السيبراني يضطلع بدور جوهري في مسألة تعلّم الآلة وقدرات الذكاء الاصطناعي، وهي قدرات متضمنة في أدوات ومنصات العصر الحديث.
وقال يوان شين، كبير الباحثين لدى سيمانتك: من الصعب للغاية تحديد حجم الهجمات والعمليات التي تشنها مجموعات معادية بسبب الحجم الهائل للبيانات.
وأضاف: "يعد تعلم الآلة واحداً من أفضل الأدوات للتعامل مع أمن المعلومات. فلو أنك قمت بتطوير طريقة موثوقة لذلك، فسوف يتسنى لك تحديد الأنماط التي يمكن استخدامها لتصميم استراتيجيات حماية بعينها".
من جهته، قال المدير الفني بفريق "سي إي آر تي لعلوم البيانات" التابعة لقسم "سي إي آر تي" لدى معهد هندسة البرمجيات بجامعة كارنيجي ميلون إليزر كانال، لقد أصبحت الهجمات السيبرانية متطورة للغاية، وأصبح المهاجمون أكثر هدوءاً ودقة، ومن ثم فقد تسببوا في المزيد من الضرر.