لفترة طويلة اعتُبرت القيلولة عادة ملازمة للكُسالى، قبل أن يتزايد الاهتمام بها مؤخراً حول العالم باعتبارها عاملاً من عوامل تعزيز إنتاجية الموظفين وزيادة نشاطهم.
وتتزايد حالياً الدعوات في اقتصادات كبرى عُرفت بصرامة قوانينها العملية، لمنح الموظفين فترة استراحة لأخذ قسط من النوم قبل العودة لمتابعة «وردية» العمل.
ومن أحدث هذه الدعوات، مطالبة اتحاد النقابات العمالية في ألمانيا، أمس السبت، أرباب العمل بالسماح للعاملين بفترات راحة أطول في فترة الظهيرة نتيجة موجة الحر الحالية.
دور حاسم في التوازن
وتشير دراسة صادرة مؤخراً عن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى أن القيلولة لمدة 20 دقيقة تزيد إنتاجية الموظف بنحو 35 في المئة، وفقاً لما نشره موقع «بي إف إم بيزنيس».
ووفقاً لمؤلف كتاب «إنقاذ عبر القيلولة» طبيب الأعصاب السويسري، فإن النوم لمدة تتراوح بين 10 إلى 90 دقيقة يومياً في النهار حسب العمر والحاجة، يسمح للجسم بإعادة توازنه ويعطيه طاقة أكثر لمواصلة العمل بقية اليوم.
Saved by the Siesta...The Great Benefits of a Little Nap is our #bookoftheweek!https://t.co/9EoV1TRbeV#frenchbooks #ireadforfun
— 2 Seas Agency (@2SeasAgency) July 1, 2019
فاتورة نقص النوم
وعلى الصعيد الدولي، يمثل نقص ساعات النوم أزمة في بلدان كثيرة، في ظل انخفاض عدد هذه الساعات بوتيرة متسارعة في السنوات الأخيرة.
وحسب صحيفة «لو تان» السويسرية، فإن دراسة رصدت هذه الأزمة، خلُصت إلى أنه في الولايات المتحدة ارتفعت نسبة من ينامون يومياً أقل من 6 ساعات من 12 في المئة 1998 إلى 20 في المئة.
ووفقاً للدراسة، سجلت كوريا الجنوبية النسبة الأعلى، حيث ينام 37 في المئة من السكان أقل من 6 ساعات في اليوم.
وتظهر دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي أن المشاكل الصحية المرتبطة بنقص تكلف اقتصادات العالم فاتورة ضخمة، تصل في اليابان إلى 138 مليار دولار، فيما تتسبب الأزمة في تقلص اقتصاد الولايات المتحدة بنحو 411 مليار دولار.
حل الـ power nap»»
وحسب الطبيب بريس فاروت، فإن القيلولة المناسبة يجب ألا تكون أقل من 10 دقائق في حدود الساعة الـ 15 حيث تكون طاقة الجسم قد انخفضت بشكل كبير.
ويشير فاروت إلى أن هذه القيلولة التي تُعرف بـ «power nap»، مثلها مثل النوم ليلاً، تسمح بتخفيف الآلام وتعزيز مناعة الجسم، وتقليل موجات الكآبة، إضافة إلى دورها في معالجة الضغط وأمراض المفاصل وحتى التحكم في الوزن.
ويتساءل الدكتور السويسري، في ظل هذه الفوائد، عن لماذا لا تهتم الشركات بالقيلولة لتعزيز أداء موظفيها عبر توفير أماكن خاصة للنوم الخفيف وقت الدوام، على غرار الأماكن التي تتيحها المؤسسات لعمالها لتناول الطعام؟.