الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

في ظل الثورة الصناعية الرابعة.. هل توحدنا التكنولوجيا أم تفرقنا؟

في ظل الثورة الصناعية الرابعة.. هل توحدنا التكنولوجيا أم تفرقنا؟

غيرت العولمة أنظمتنا وأفكارنا وقيمنا بشكل كبير، فعلى مدى سبعين عاماً ماضية، ارتفع الوعي الثقافي والفكري للأفراد من خلال السياحة فقط، بنحو 56 ضعفاً، حيث سافر 1.4 مليار شخص حول العالم في عام 2018 مقارنة بـ 25 مليوناً فقط في عام 1950، بحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخراً.

وقال التقرير، لقد أصبحت بلداننا ومناطقنا أكثر ترابطًا من أي وقت مضى، ما أدى إلى زيادة التقارب بين الناس عبر مختلف المناطق الجغرافية. وتظهر الأبحاث الأخيرة للمنتدى الاقتصادي العالمي أن الغالبية العظمى من الناس في مختلف المناطق يشعرون بأن على الدولة التي ينتمون إليها أن تقدم الدعم والمساعدة للدول الأخرى في مختلف أنحاء العالم.

ويتساءل التقرير، عن طبيعة هذا الترابط، وماذا يعني بالنسبة لنا كأفراد؟

ويضيف، إن التفاعلات البشرية في عصر العولمة كانت مدفوعة بشكل كبير بالتطور التكنولوجي. فارتفاع أعداد المنصات الاجتماعية أتاحت التعارف أكثر بين البشر، ومكنتهم من إقامة علاقات صداقة مع أشخاص لم يلتقوا بهم قط. ويمكن لهذه العلاقات الجديدة أن تربط الأفراد بمجموعات من الأشخاص ذوي الخلفيات المشتركة، ما يمكنهم بالتالي من إيجاد حلول لكثير من المشكلات التي تواجههم، وغالباً ما تكون هذه الحلول مثمرة.

لكن التقرير يشير أيضاً إلى أن التفاعل المدعوم بالتكنولوجيا له سلبيات خطيرة، فحقيقة أن العديد من البالغين يقضون نحو 11 ساعة في اليوم محدقين في الشاشات، تثير التساؤلات حول ما إذا كانت التكنولوجيا تغذي أو تمنع التواصل الإنساني الحقيقي بعيداً عن مواقع التواصل عبر الشبكة.

وأفاد التقرير بأنه في بعض البلدان، أكد ربع السكان أن تأثير التفاعلات الاجتماعية عبر الإنترنت أدى إلى شعور قوي بالوحدة. وليس الشعور بالوحدة وحده هو المشكلة في التكنولوجيا، فقد ساعد إخفاء الهوية الحقيقية لبعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي المتسللين وأصحاب النوايا الخبيثة على إقامة أشكال جديدة من المضايقات. فصحيح أن العولمة والتكنولوجيا فتحتا فرصاً رائعة للتواصل وتبادل الأفكار بطرق جديدة، إلا أنها في الوقت نفسه أدت إلى انقسامات يجب علينا جميعاً أن نتضافر للتغلب عليها.

لدى القادة في جميع أنحاء العالم فرصة للاستفادة من أفضل التقنيات لإعادة بث روابط ذات معنى عبر مناطق نفوذهم ومواجهة الاستقطاب الأيديولوجي. يبدأ الكثير من هذا الجهد في الحفاظ على مساحة للقاء مع أشخاص من خلفيات وتجارب متنوعة والاستماع إليهم حقًا. كما يتطلب حقن عناصر النهج قبل التكنولوجيا في التفاعل.