السبت - 07 ديسمبر 2024
السبت - 07 ديسمبر 2024

عشاق المغامرات يغيّرون خارطة السياحة العالمية#

عشاق المغامرات يغيّرون خارطة السياحة العالمية#
ارتبطت السياحة لدى الكثيرين بطلب الهدوء والراحة في العطلات بعد شهور طويلة من العمل أو الدراسة، ولكن الأمر يختلف عند عشاق المغامرات الباحثين عن تجارب مختلفة عن الحياة اليومية والعطلات التقليدية التي يرونها امتداداً للروتين في بقية أيام السنة، فهي لا تمنحهم ما يبحثون عنه من تشويق وإثارة.

وفي الوقت الذي نقوم فيه بالبحث عن وجهات توفر الأمن والراحة، يسعى سياح المغامرات للبحث عن أماكن نائية وخطرة لصعود الجبال والمرتفعات أو ممارسة الغوص في مناطق بحرية تتميز بالخطورة من أجل التجديد والتغيير الكامل.

وعادة ما ترتبط سياحة المغامرة بالشباب، حيث إن أغلب سياح المغامرة من صغار السن الباحثين عن التشويق والإثارة، إلا أن ذلك لا يعني أنها تقتصر عليهم.


في السنوات الأخيرة، بدأت الشركات السياحية الاهتمام بتلبية متطلبات عشاق سياحة المغامرة التي أخذت في الانتشار منذ خمسينات القرن الماضي مع زيادة أعداد السياح الذين يتوجهون إلى أماكن مثل مرتفعات الهيملايا لارتياد قمة إيفرست، ولكنها لم تصبح اتجاهاً مهماً في القطاع السياحي إلا مؤخراً.


خشنة وناعمة

ويفرق العاملون في قطاع السياحة بين نوعين من سياحة المغامرة حسب المشقة المتوقعة من الرحلة وارتفاع مستوى المخاطرة والمهارات المطلوبة للقيام بها، فهناك مغامرات ناعمة وأخرى خشنة، سواء اكتشاف الكهوف أو ارتياد المرتفعات وتسلق الجبال أو الغوص أو الإبحار في سفن شراعية في البحار والمحيطات، والقفز من الطائرات من مسافات عالية الارتفاع، أو مجرد ركوب الأمواج العالية وإقامة معسكرات في الغابات، والسياحة البيئية والصيد وركوب الزوارق والفروسية والغوص والتزلج.

وتتطلب سياحة المغامرات الكثير من المميزات مثل النشاط البدني للمشاركين والتمتع بالكثير من المهارات الجسدية. ورغم المخاطر التي تكتنف هذا النوع من السياحة، فإنه يوفر لممارسيه التواصل مع الطبيعة حيث تكون عادة في مناطق بكر والتعرف إلى ثقافات وأنماط حياة مختلفة، فضلاً عن التحديات التي يواجهها السائح.

وتعتبر سياحة المغامرات من أسرع أنواع القطاع نمواً، حيث تجتذب المزيد من الراغبين سنوياً وتسهم في تعزيز إيرادات الكثير من الوجهات، فضلاً عن تشجيع السياحة البيئية والممارسات المستدامة.

ويسهم نمو سياحة المغامرات في تعزيز اقتصادات الكثير من المناطق النائية التي توفر مناطق استقطاب للراغبين في النشاطات المشوقة، حيث توفر مصدراً مهماً للدخل، والكثير من فرص العمل في هذه المناطق للمرشدين السياحيين من أبناء المنطقة، وفي قطاع الضيافة والنقل، فضلاً عن بقية القطاعات المرتبطة، حيث تسهم في زيادة احتياطي العملات الأجنبية وتدعم النمو الاقتصادي.

ويشير المدافعون عن سياحة المغامرات إلى الكثير من الفوائد الأخرى مثل دعم المجتمعات المحلية التي لا تجد الدعم الكافي من الحكومات، حيث يتم تطوير وسائل النقل والمرافق العامة ورفع مستوى المعيشة في تلك المناطق، فضلاً عن حماية المناطق الطبيعية التي تشكل نقطة الجذب الأساسية لاستقطاب سياح المغامرات.

إن سياحة المغامرات توفر أيضاً فرصاً للعاملين في القطاع، وتستقطب الاستثمارات المحلية والأجنبية.