الاثنين - 20 يناير 2025
الاثنين - 20 يناير 2025

سياحة البراكين تستقطب المغامرين رغم التحذيرات

سياحة البراكين تستقطب المغامرين رغم التحذيرات
رغم خطورتها أصبحت سياحة البراكين بشكل متزايد معلماً للجذب السياحي في العديد من الدول حول العالم، ويسعى الباحثون لفهم الأسباب الكامنة وراء عشق بعض السائحين للبراكين.

ويري عالم الجيولوجيا الألماني توماس فالتر، الباحث بمركز الأبحاث الألماني لعلوم كوكب الأرض أن البراكين تتيح للسائحين التعرف بصورة ملموسة إلى الحركة الدائبة لكوكب الأرض ملموسة، مشيراً إلى استحالة رؤية الصفائح التكتونية للقشرة الأرضية وهي تتحرك متمددة ببطء إلا حين مشاهدة انفجار بركاني.

وبحسب الجمعية الجيولوجية الأمريكية، وجد نحو 1500 من البراكين النشطة موزعة على مختلف أنحاء العالم، وحيث إن أعداد السياح تتزايد، فقد زادت أيضاً مخاطر تأثر رحلات السفر بالانفجارات البركانية.


ويوجد نحو 450 بركاناً نشطاً تقع داخل «منطقة الحزام الناري بالمحيط الهادي»، منها 127 في إندونيسيا وحدها.


وفي عام 2010، ثار بركان جبل ميرابي في جزيرة جاوة وأرسل سحب الرماد لارتفاع 18 كم إلى عنان السماء، وتم إخلاء المنطقة المحيطة بالبركان من السكان قبل أيام من ثورته، ما أنقذ حياة الآلاف، وفي هذا الصدد يقول فالتر: «هذا البركان على درجة عالية من الخطورة».

ولا تقتصر المخاطر التي تشكلها البراكين على منطقة الحزام الناري، ففي أوروبا، على سبيل المثال، يوجد بركان جبل إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية.

وفي ديسمبر 2018 وقعت عدة انفجارات بركانية وزلازل صغيرة بهذا الجبل، ومع هذا يجذب بركان إتنا كثيراً من السياح.

وتحذر الباحثة الجيولوجية بجامعة كامبريدج إيمي دونافان من أن السائحين يبالغون في الاقتراب من البراكين، مؤكدة ضرورة حصول الراغبين في قضاء عطلات بالقرب من البراكين على المعلومات الكافية الخاصة بزيارة مناطق البراكين.

يعد خطر تعرض السياح لضرر جراء الانفجارات البركانية منخفضاً نسبياً مقارنة بالمخاطر الأخرى المتعلقة بالسفر إلى أماكن البراكين، وفي هذا الصدد يوضح فالتر أنه «يتم غالباً تهوين تأثير المناطق المرتفعة وسوء الأحوال الجوية في هذه المناطق.

وفي خارج أوروبا أيضاً، يعد التجول في أماكن البراكين من معالم الجذب السياحي، ويتضح ذلك بشكل خاص في أمريكا الوسطى والجنوبية.

وفي جبال الإنديز، تصطف مجموعة من الجبال البركانية بمناظرها الرائعة، ويتراوح ارتفاعها ما بين خمسة آلاف وستة آلاف متر، وتبدو مثل شريط من اللآلئ يمتد من الشمال إلى الجنوب، وهناك 80 بركاناً نشطاً في دولة تشيلي، بأمريكا الجنوبية، وحدها.

ويتميز جبل كوتوباكسي البركاني في الأكوادور بجمال خاص، وهو ينشط من آن لآخر، وكثيراً ما يشق الرماد المنبعث منه طريقه إلى العاصمة كويتو القريبة.