السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

قيمة أبل تقترب من عتبة 2 ترليون دولار رغم أزمة كورونا

قيمة أبل تقترب من عتبة 2 ترليون دولار رغم أزمة كورونا

كشفت أزمة وباء كوفيد-19 أهمية نظام هاتف آيفون في العالم.

تستعد أبل لأن تصبح أول شركة أمريكية تتجاوز قيمتها عتبة 2 ترليون دولار في أعقاب مبيعات هائلة كشفت أهمية نظام هاتف آيفون خلال أزمة وباء «كوفيد-19» في العالم.

وارتفعت أسهم أبل بنحو الضعف بعد انخفاض في مارس، في أداء مدهش رفع صافي عائدات المدير التنفيذي تيم كوك إلى المليار دولار للمرة الأولى، بحسب أرقام مؤشر بلومبرغ لأصحاب المليارات.

وبلغت القيمة السوقية لأبل الثلاثاء نحو 1,87 ترليون دولار، متقدمة على أقرانها في قطاع التكنولوجيا أمازون ومايكروسوفت (كلاهما 1,54 ترليون) وألفابيت المملوكة من غوغل (1,0 ترليون).

وإذا ما وصلت قيمتها إلى 2 ترليون دولار، فإن أبل ستكون الشركة الوحيدة إلى جانب أرامكو التي تبلغ تلك العتبة.

ورغم أن شركات تكنولوجيا كبيرة أخرى سجلت ارتفاعاً كبيراً في الطلب خلال فترات الإغلاق، فإن أبل تخطت منافسيها بتحقيق مبيعات كبيرة في الإكسسوارات القابلة للوضع والأجهزة اللوحية، إلى جانب تطبيقات وخدمات شهدت أداءً قوياً خلال الأزمة الصحية.

وبرأي المحلل لدى «تكسبوننشال» للاستشارات، آفي غرينغارت فإن «أبل حققت نجاحاً كبيراً في بناء منصاتها وردت على ارتفاع مبيعات آيفون بابتكار منتجات تحيط بها وخدمات تقويها». ويضيف أن كل ذلك «يعود ويصب في مصلحة أبل».

في الربع الماضي من العام المنتهي في يونيو، أفادت أبل عن ارتفاع أرباحها بمقدرا 8 %، وصولاً إلى 11,2 مليار دولار، فيما ارتفعت العائدات بنسبة 11 % عند 59,7 مليار دولار.

- أبل في المنزل - أظهرت نتائج تلك الفترة ارتفاعاً طفيفاً في عائدات الهاتف الذكي، مدعومة من مبيعات آيفون إس إي الجديد، والزيادة القوية في مبيعات أجهزة آيباد اللوحية وحواسيب ماك، لتلبية الطلب للتعليم عن بعد والعمل من المنزل.

وشكلت الخدمات أكثر من 5 عائدات أبل، مع توسع قطاعات الموسيقى والدفعات الرقمية والبث التدفقي ما عزز مداخيل أبل ستور. وتتقدم أبل سوق الساعة الذكية وسط زيادة الاهتمام بتطبيقات الصحة واللياقة البدنية.

ويرى جين مونستر من مؤسسة لوب فنتشورز في مذكرة بحثية أن «أبل دخلت أزمة الوباء بقوة وباتت منتجات الشركة أكثر أهمية في حياتنا خلال العمل والترفيه من المنزل».

وقال المحلل في غولدمان ساكس رود هول إن الأسواق فوجئت على ما يبدو بالنتائج القوية لأبل مشيراً إلى أنه «من الواضح أن المستهلكين والمؤسسات تنفق أكثر مما توقعنا لدعم العمل والدراسة من المنزل».

- قيادة ثابتة - أحد العوامل الرئيسية لنجاح أبل يتعلق بقيادة كوك الذي تولى إدارة المجموعة قبيل وفاة ستيف جوبز في 2011.

وتقول المحللة لدى نيدهام وشركاه لورا مارتن «هو لم يبتكر شيئاً، لكن ما فعله هو مواصلة إمساك المقود بثبات، وقيادة السفينة والحفاظ على التقاليد».

واعتبرت أن كوك «يستحق أن ينسب له فضل كبير في استخدام ابتكارات ستيف جوبز بأفضل طريقة».

وكوك لم يكن من مؤسسي أبل، وراتبه البالغ 3 ملايين دولار في 2019 إضافة إلى مكافآت بقيمة 7,6 ملايين دولار، يعد متواضعاً بحسب معايير سيليكون فالي. لكن ارتفاع قيمة أسهمه أدخله نادي أصحاب المليارات، للمرة الأولى بحسب بلومبيرغ.

الصين والمستقبل

يبقى السؤال ما إذا كان بإمكان أبل الحفاظ على وتيرة النمو القوي في البيئة الحالية. ويرجح بعض المحللين أن يتحقق ذلك ويشيرون إلى الحاجة لبدائل هواتف ذكية وتطوير التطبيقات لشبكة الجيل الخامس.

ويقول المحلل في شركة ويدبوش سيكيوريتيز دانيال آيفز إن أبل «لديها +فرصة في عقد+ في الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة، إذ نتوقع أن يكون نحو 350 مليون هاتف آيفون من 950 مليون هاتف في أنحاء العالم، أمام فرصة تطوير» التطبيقات.

لكن أبل تواجه مخاطر من جراء التوتر المتصاعد مع الصين، حيث لا تكتفي أبل بتصنيع الآيفون ومنتجات أخرى، بل تعتمد أيضاً على ذلك السوق في شريحة كبيرة من المبيعات، وفق غرينغارت.

وأضاف أن «أكبر نقاط المخاطر بالنسبة لأبل تتمثل في كونها تتركز كثيراً في الصين».

ومع تهديد إدارة ترامب بحظر تطبيقي «ويتشات» و«تيك توك» الصينيين، قد تواجه أبل رياحاً معاكسة، بحسب المحلل.

وقال غرينغارت «إذا كانت أبل غير قادرة على توفير ويتشات، سيكون من الصعب لها بيع هواتف آيفون في الصين، لأن ذلك هو أشبه بنظام ثانٍ للتشغيل».

واعتبر أن أي رد على واشنطن من قبل بكين يمكن أن يتسبب بمشكلات لأبل.

لكن من جهة أخرى ألمح إلى أن أبل يمكن أن تكون في موقع أقوى بسبب عملياتها المكثفة في الصين حيث توظف مئات آلاف الأشخاص وخصوصاً من خلال إبرام عقود من الباطن.

وقال «سيكون من الصعب للصين أن تُخرج أبل من السوق من دون التسبب ببطالة هائلة».