تشير بيانات عدة إلى ان الصين ربما تستخدم ورقة سلاح النفط الإيراني لترويض أمريكا في الحرب الجارية المتصاعدة بينهما، وهو ما يمكن بحسب الخبراء أن يكون له تأثيرات حاسمة فيما يتعلق بمستقبل أسعار النفط خلال الفترة المقبلة.
ورغم أن كمية النفط الإيراني التي استوردتها الصين خلال العام الجاري تقل كثيراً عن الكمية التي استوردتها خلال الفترة المناظرة من العام الماضي، إلا أنه تشير البيانات إلى أن الصين واصلت في شهر يوليو الماضي وللشهر الثاني على التوالي استيراد النفط الإيراني رغم إلغاء الولايات المتحدة للعمل باستثناءات استيراد النفط الإيراني.
وتشير إحصاءات شركات تتبع ناقلات النفط إلى أن الموانئ الصينية استقبلت ما يتراوح بين 142ألف برميل يومياً و360 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني.
ويحذر بنك اوف أمريكا ميريل لينش من أن أسعار النفط يمكن أن تهبط إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل إذا ما صعدت الصين من مشترياتها من النفط الإيراني، بغرض تقويض السياسية الخارجية الأمريكية عبر تجاهل العقوبات المفروضة على إيران.
وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة تتراوح بين 50 و70 في المئة من النفط الإيراني تتوجه إلى الصين، فيما تتوجه نسبة الـ 39 في المئة المتبقية إلى سوريا.
وفي ظل الحظر الذي تفرضه البحرية البريطانية والأمريكية على خط تجارة النفط بين إيران وسوريا فإن مصير الصادرات الإيرانية يعتمد بصورة متزايدة على تصدير النفط إلى الصين، وهي دولة قوية بما يكفي لتحدي العقوبات الأمريكية.
وفي الأسبوع الماضي ناشد نائب الرئيس الإيراني جانجيري خلال استقباله لوفد صيني بكين والدول الصديقة رفع وارداتها من النفط الإيراني.
ويقول الخبراء إن الصين تحتفظ بورقة النفط الإيراني في مواجهة الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة، حيث يمكنها أن تزيد من حدة التقلبات في أسعار النفط العالمية بطريقة تجبر الولايات المتحدة على التراجع عن تهديداتها.