الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

واشنطن وبكين توقعان اتفاق التجارة.. وأسواق المال تستقبله بفتور

تبخر تفاؤل أسواق المال باتفاق التجارة المرحلي الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه في البيت الأبيض، بعدما قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن بلاده ستُبقي الرسوم المفروضة على سلع صينية لحين استكمال المرحلة الثانية من اتفاق تجاري بين البلدين، ما بدد الآمال بتراجع الحرب التجارية الدائرة منذ عامين بين أكبر اقتصادين في العالم.

ووصف ترامب الاتفاق بأنه تاريخي منصف، مؤكداً أنه سيوافق على رفع الرسوم الجمركية عن الصين إذا توصل البلدان إلى اتفاق للمرحلة 2، التي سيبدأ الجانبان التفاوض حولها قريباً، مشيراً إلى ان كل الرسوم الجمركية سترفع حال الانتهاء من المرحلة 2، مستبعداً أن تكون هناك مرحلة ثالثة.

وأكد أن الاتفاق يتضمن حماية قوية جداً للملكية الفكرية وآلية كاملة للإنفاذ.


ولم تفلح تأكيدات منوتشين بأن الرئيس ترامب قد يدرس تخفيف الرسوم إذا تحرك أكبر اقتصادين في العالم سريعاً في سبيل إبرام اتفاق لاحق لتهدئة مخاوف الأسواق.


وكان الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ومنوتشين قالا في وقت سابق إنه لا يوجد اتفاق بين الولايات المتحدة والصين على مزيد من خفض الرسوم الجمركية.

وأوضحا في بيان مشترك أن جميع جوانب اتفاق المرحلة الأولى مع الصين ستعلن، باستثناء ملحق سري يحوي تفاصيل المنتجات والخدمات الأمريكية التي ستشتريها الصين.

وقال البيان: «لا توجد اتفاقات أخرى سواء شفوية أو مكتوبة بين الولايات المتحدة والصين في هذه الأمور، ولا يوجد اتفاق على خفض الرسوم في المستقبل. أي شائعات بخلاف ذلك كاذبة جملة وتفصيلاً».

وتضمن الاتفاق إلغاء أو تخفيف بعض الرسوم العقابية التي تفرضها الولايات المتحدة على السلع الصينية، في حين تلتزم الصين بإنهاء إلزام الشركات الأجنبية بالكشف عن تقنياتها مقابل السماح لها بالعمل في السوق الصيني، بحسب الممثل التجاري الأمريكي.

وقال محللون إن بعض الموضوعات شديدة الصعوبة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لم تحل حتى الآن، مشيرين إلى أنه لم يتضح حتى الآن موعد إجراء المفاوضات حول اتفاق «المرحلة الثانية».

وقالت خبيرة التجارة في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك، جنيفر هيلمان: «من غير المحتمل أن نرى علاجاً للمشكلات الهيكلية مع الصين من خلال بنود هذا الاتفاق».

وبدوره، قال محلل أسواق الصرف لدى «بي أن واي ميلون» في لندن، نيل ميلور:«لا أعتقد أن السوق مقتنع بانتهاء الصراع على جبهة التجارة، فهذه القضية أصابت الاقتصاد العالمي بأضرار كثيرة».

وتفاعلت أسواق المال بحذر مع توقيع الاتفاق وارتفع الذهب، في حين سعى المستثمرون إلى أصول أكثر أماناً في ظل الضبابية بشأن تأثير الاتفاق، وقفز الذهب في المعاملات الفورية 0.3 % إلى 1550.60 دولار للأوقية، فيما ربحت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 % إلى 1551 دولاراً.

وزاد الذهب 18% العام الماضي لأسباب على رأسها نزاع الرسوم الجمركية المستمر منذ 18 شهراً وأثره على الاقتصاد العالمي.

وبالتوازي مع ذلك، تحركت العملات الرئيسة داخل نطاق ضيق، واستقرت العملة الأمريكية فوق أقل مستوى في أسبوع أمام منافسيها، حيث استقر الدولار عند 97.29، مقابل سلة من العملات الرئيسة المنافسة، في حين استقرت العملة الصينية إلى حد كبير في السوق الخارجي.

ونزل الدولار الأسترالي، وهو مقياس متقلب نسبياً للتوترات التجارية، قليلاً إلى 0.6893 دولار أمريكي، بينما استقر الجنيه الإسترليني على نطاق واسع عند 1.3014 دولار بعدما مُني ببعض الخسائر في الجلسات السابقة.

وتراجع النفط بفعل مخاوف من أن اتفاق التجارة بين أكبر مستهلكين في العالم للخام قد لا يعزز الطلب، حيث نزل خام القياس العالمي برنت 16 سنتاً أو 0.3% إلى 64.33 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 15 سنتاً أو 0.3% إلى 58.08 دولار للبرميل.

وانخفضت الأسهم اليابانية منهية الاتجاه الصعودي الذي استمر على مدى الجلسات الثلاث السابقة.

ترامب: الاتفاق تاريخي ويتضمن حماية قوية للملكية الفكرية وآلية للإنفاذ

بكين تنهي إلزام الشركات الأجنبية في السوق الصيني بالكشف عن تقنياتها

وفقاً للاتفاق ستلتزم الصين بزيادة وارداتها من المنتجات الأمريكية بمقدار 200 مليار دولار على مدى عامين، من بينها إمدادات طاقة أمريكية إضافية بقيمة تصل إلى 50 مليار دولار، بهدف خفض عجز تجاري ثنائي مع أمريكا وصل إلى ذروته عام 2018 عندما بلغ 420 مليار دولار. ويبقي الاتفاق المرحلي الأول الرسوم الأمريكية على كمية من السلع الصينية قيمتها 370 مليار دولار، في حين سيخفض بعض الرسوم من 15% إلى 7.5%.

رسوم باقية