الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لمحات من مائدة "دافوس" في ذكرى إطلاقه الـ50

لمحات من مائدة "دافوس" في ذكرى إطلاقه الـ50

الصورة من وام.

في الوقت الذي يشهد العالم فيه عدداً من الكوارث الطبيعية والحوادث الدولية والمشاحنات السياسية وتنبؤات بـ "حرب عالمية ثالثة" في ظل ما يشهده العالم من صراعات؛ بدأت اليوم فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع "دافوس" الشهير بسويسرا، وبمشاركة 3000 شخصية من القادة والمسؤولين ورجال المال والأعمال من أكثر من 100 دولة من حول العالم.

"دافوس" الذي يحتفي هذا العام بنسخته الخمسين يبحث في طيات أحداثه الأزمات العالمية وآليات مواجهتها والتعامل معها بالطريقة الأنسب التي تضمن الاستقرار وبما يلائم رؤية المنتدى منذ إطلاقه في 1971 وهي "تحسين وضع العالم".

تنحية خلافات وترقب لخطابات


بالرغم من كثرة خلافات الساسة الداخلية والخارجية التي استحوذت على الرأي العام الدولي في السنوات الأخيرة، ونشوب النزاعات والضغائن بين زعماء العالم، ذوي المال والنفوذ، وجماعات حقوق الإنسان. يتحدث الكثيرون التهديدات الاقتصادية التي حصلت مؤخراً على خلفية استهداف النفط في سواحل الخليج العربي من الميليشيات المسلحة واغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية على الأراضي العراقية وغيرها من الأحداث والتوترات. يجتمع القادة والسياسيون والأكاديميون في جبال الألب من أجل مناقشة مستقبل العالم الأفضل.


وفي الوقت ذاته وقُبيل ساعات من بدء مجلس الشيوخ الأمريكي جلسات محاكمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب سوء استغلاله للسلطة وعلامات استفهام كبيرة حول علاقته بأوكرانيا وغيرها، من المتوقع أن يستحوذ ترامب على الأضواء، حيث يلقي كلمة في المنتدى بعد أن توصلت واشنطن لاتفاق مع بكين، من شأنه أن يضع حداً للحرب التجارية الواقعة بين الاقتصادين الأقوى في العالم منذ سنتين.

دافوس بلا كارلوس غصن

لعل أحد أبرز المفارقات التي يتداولها المهتمون والمتابعون للمنتدى الاقتصادي العالمي، هو غياب رجل الاقتصاد والمال كارلوس غصن عن أحداث المنتدى، غصن الذي اعتاد العالم على حضوره في هذا التجمع الاقتصادي الأضخم كان ضيفاً ذا حضور بارز في دافوس، بما أنه من قاد أحد أبرز الثورات الاقتصادية في عالم صناعة السيارات على رأس شركة نيسان اليابانية، ومن قاد التحالف الشهير بينها وبين نظيرتها الفرنسية "رينو".

يتغيب كارلوس عن هذا الاجتماع بعد أسابيع قليلة من هروبه من اليابان إلى لبنان، بعد أن كان رهن الإقامة الجبرية على خلفية قضايا مالية وُجهت إليه من قبل الادعاء الياباني يتعلق أبرزها بدخله وما جناه من وجوده على رأس هرم نيسان اليابانية.

حرائق أستراليا على مائدة النقاش

يترقب المهتمون والنشطاء حول العالم الطريقة التي من المفترض أن يتناول بها المنتدى حرائق أستراليا، التي شغلت الرأي العام ونالت تعاطف العالم أجمع بسبب ما خلفته من أضرار في مساحات شاسعة من الأراضي الأسترالية. خاصة بعد أن تناول التقرير الصادر مؤخراً عن "المنتدى الاقتصادي العالمي" حرائق أستراليا معتبراً أن هذه الحرائق أخذت اهتماماً دولياً كبيراً نظراً لما تشير إليه بأن التغير المناخي "يضرب بشكل أقوى وأسرع مما يتوقّع الكثيرون" وأن درجات الحرارة في العالم يتوقع أن ترتفع بشكل ملحوظ مع نهاية القرن الحالي، وهو ما يشكل تهديداً لافتاً يجب الحديث عنه ووضع خطط لمكافحته.

غريتا تونبرغ وتحدي ترامب

وجهت إدارة المنتدى الاقتصادي العالمي دعوة للناشطة السويدية من أجل المناخ غريتا تونبرغ التي تحضر المنتدى هذا العام للمرة الثانية، عقب اختيارها من مجلة "التايم" الأمريكية شخصية عام 2019.

تونبرغ نددت بالتقاعس الدولي في مكافحة التغيّر المناخي أمام كبار قادة قطاع المال والأعمال في العالم في الساعات الأولى من بدء أعمال المنتدى وقبيل ساعات من كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالما شكك بما يتحدث العالم عنه بـ"التغير المناخي".

تونبرغ وترامب التقوا سابقاً على خلفية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث رمقت غريتا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظرة غضب بعد تشكيكه بالتغير المناخي. الذي تحدثت عنه غريتا وعن استثمار العالم بالوقود الأحفوري، الذي يعد من أبرز ما يهدد المناخ في العالم.

المستقبل يبدأ من الذكرى الـ50

في ظل التشكيك وعلامات التعجب الكبيرة حول ما يمكن أن يفعله أو يساهم به المنتدى الاقتصادي العالمي في حل أو على الأقل تقديم حلول لعشرات القضايا التي تهدد العالم والبشرية، يتحدث البعض من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا الوقت هو المناسب للتغيير، وأن صناع القرار أصبحوا على دراية تامة بأهمية الوقوف سوياً من أجل الحد من تفاقم ما يواجه الكوكب من كوارث بيئية وصراعات سياسية قد تهدد بعقود من عدم الاستقرار في هذه المرحلة الحرجة.ِ