تتربع الشركات الأمريكية على أكوام من النقد السائل، الأمر الذي يقود البعض في وول ستريت للتساؤل عن سبب عدم إنفاقها، إذ بلغ الرصيد النقدي لنحو 10 شركات أمريكية 721.5 مليار دولار بنهاية الربع الثالث من العام الماضي.
وذكر موقع «سي أن بي سي الأمريكي» أن مايكروسوفت لوحدها تمتلك حالياً حصة نقدية بقيمة 136.6 مليار دولار بنهاية الربع الأخير، وذلك وفقاً لتقديرات FactSet، ويتخطى هذا الرصيد حجم الاحتياطيات الأجنبية لنحو 175 دولة.
بينما تحتل بيركشاير هاثاواي القابضة وألفابيت (الشركة الأم لغوغل) وأبل المراكز الأولى الأخرى، حيث تمتلك 128.2 مليار دولار و121.2 مليار دولار و100.6 مليار دولار على التوالي.
أما فيسبوك وأمازون وفورد وأوراكل وسيسكو وبريستول مايرز فتتصدر قائمة العشر الأوائل، والتي تشتمل على الرصيد النقدي، إضافة إلى استثماراتها قصيرة الأجل مثل السندات.
وتخطت شركة ألفابيت الشركة الأم لغوغل، شركة أبل لتصبح أكثر الشركات ثراء في العالم، حيث أفادت «فاينانشيال تايمز» بأنه اعتباراً من الربع الثاني من 2019، تمتلك «ألفابيت» 117 مليار دولار كاحتياطيات سائلة، مقارنة بـ102 مليار دولار، صافية من ديون «أبل».
ووصل رصيد أبل إلى 250 مليار دولار في 2017 وهو أكثر من ضعف الاحتياطي الأمريكي من النقد الأجنبي، كما يعادل الاحتياطي النقدي في كل من كندا وبريطانيا مجتمعتين وقتها.
وتحافظ شركات التكنولوجيا على وجه الخصوص على السيولة النقدية كوسيلة للتغلب على التراجع الدوري والاستفادة من التراجعات في السوق لحصد الأصول.
هذا لا يعني أن هذه الشركات لا تنفق على الإطلاق، حيث تدفع كل من فورد وسيسكو وبريستول مايرز وأوراكل ومايكروسوفت وأبل حالياً توزيعات نقدية على مساهميها، وقد اشترت جميع الشركات العشر باستثناء شركة أمازون أسهماً خلال 2019، لكن بعض المحللين يقولون إن هذا غير كافٍ.
وأعلنت بيركشاير هاثاواي الاستثمارية التي يديريها الملياردير الأمريكي وارين بافيت من قبل عن رصيدها النقدي بقيمة 128 مليار دولار للربع الثالث 2019، إضافة إلى برنامج لإعادة شراء الأسهم بقيمة 700 مليون دولار.
ويرى المستثمرون أنه من المهم أيضاً ملاحظة أن النظر إلى الأرصدة النقدية في حد ذاتها لا يحكي دائماً القصة بأكملها، فعلى سبيل المثال، على الرغم من أن أوراكل لديها 35 مليار دولار نقداً، إلا أن ديونها بلغت 48 مليار دولار.