السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

النفط عند أدنى مستوى في 17 عاماً.. إلى أين تتجه الأسعار؟

النفط عند أدنى مستوى في 17 عاماً.. إلى أين تتجه الأسعار؟

(أرشيفية)

مع تبادل التصريحات بين روسيا والسعودية بشأن محاولة التواصل لإعادة التوازن بأسواق البترول وتزايد حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا وتغلبها على جهود التحفيز من صناع السياسات النقدية بدول العالم، أثيرت تساؤلات إلى أين تتجه أسعار النفط؟ وقال خبراء لـ«الرؤية» إن أسعار البترول ووصولها اليوم إلى تلك المستويات التي لم تشهدها منذ العام 2003 لم تكن مفاجأة في ظل تزايد تفشي الفيروس وتداعياته السلبية التي طالت أسواق النفط، وأدت إلى هبوط الطلب بشكل كبير وسط فرض قيود بشتى دول العالم على السفر وصعود التدابير الخاصة بعزل واحتواء انتشار الفيروس.

وتوقع مدير التطوير لدى ثنك ماركتس، جون لوكا، أن تشهد أسعار النفط مزيداً من الهبوط في ظل ارتفاع سعة المخزونات للدول المصدرة بشكل غير مسبوق، وتأخر دول كبرى في إيجاد حلول مشتركة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وانخفضت أسعار النفط، صباح اليوم، مع تفاقم أزمة فيروس كورونا المستجد، وهبط سعر خام غرب تكساس الوسيط «الخام الأمريكي» 5.3% ليصل إلى 20 دولاراً للبرميل الواحد وهو السعر الأدنى له منذ 2002، وهوى سعر برميل برنت بنسبة 6.5% ليصل لسعر 23 دولاراً للبرميل وهذا للمرة الأولى منذ عام 2003.

ويوم الجمعة الماضية، أكد مسؤول بوزارة الطاقة السعودية أنه ليس هناك أي تواصل بين وزيري الطاقة السعودي والروسي بشأن زيادة أعضاء دول أوبك وحلفائها، ولا توجد أي مفاوضات للوصول لاتفاقية لموازنة أسواق البترول.

وتأتي التصريحات بعد أن قال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل ديمترييف، يوم الجمعة إن إبرام اتفاق جديد لأوبك وحلفائها لتحقيق التوازن في سوق النفط ممكن إذا انضمت دول أخرى له وأنه يتعين على تلك الدول التعاون لتخفيف التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا.

وقال ديمترييف في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة رويترز، إن هناك حاجة لتحركات مشتركة من جانب الدول لإصلاح الاقتصاد العالمي. هذه التحركات المشتركة ممكنة أيضاً في إطار اتفاق أوبك وحلفائها.

وبنهاية الأسبوع الماضي، هوت أسعار النفط 5% مواصلة خسائرها للأسبوع الخامس على التوالي مع طغيان انخفاض الطلب الناتج عن فيروس كورونا، وانخفض خام برنت 5.35% مسجلاً 24.93 دولار للبرميل. وأغلق الخام الأمريكي منخفضا 4.82% على 21.51 دولار.

الأسعار إلى أين؟

وقال المدير التنفيذي لشركة vi markets أحمد معطي، إن أسعار النفط ما زالت تشهد تراجعات، وذلك بالرغم من إجراءات البنوك المركزية العالمية في السياسة النقدية للحفاظ على النشاط الاقتصادي بالعالم.

وأشار إلى أن هذه الأجواء تأتي بعد اتخاذ الولايات المتحدة لقرارات تحفيزية بقيمة 2.2 تريليون دولار هي الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة، وتأكيد مجموعة العشرين على دعم الاقتصاد من الانهيار، كل هذه الإجراءات لم تنقذ أسعار النفط من الانهيار.

وأضاف أن ذلك في ظل تأكيد المملكة العربية السعودية على استمرارها في خطة زيادة الإنتاج للحد الأقصى بـ12.3 مليون برميل يومياً في ظل هبوط معدلات الطلب العالمي على النفط وفي ظل ركود في الاقتصاد العالمي. كما أكد صندوق النقد الدولي أننا دخلنا مرحلة ركود عالمية.

وأوضح معطي أنه ولحل مشكلة انخفاض أسعار النفط يجب اتخاذ خطوتين الأولى والأهم هي حل المشكلة الأساسية المسببة لهذه الأزمة وهو وجود علاج رسمي لعلاج جائحة كورونا. والخطوة الثانية، أن تجلس القوى المسيطرة على النفط في العالم على طاولة المفاوضات والاتفاق على تخفيض الإنتاج.

وأشار إلى أن روسيا الآن تقول بالفعل إنها بدأت في التواصل مع عدة دول بل وأيضاً التواصل مع السعودية وذلك بهدف التفاوض لتخفيض الإنتاج، ولكن السعودية أكدت أنها لم تتواصل مع روسيا في هذا الأمر وأنها مستمرة في نهجها بزيادة الإنتاج.

ويرى معطي أن تدخل الرئيس الأمريكي قد يساهم في حل مشكلة الأسعار وهذا ما أكده ترامب في تصريح أخير له عندما قال إنه يتابع مسألة انخفاض أسعار النفط وأنه سيتدخل في الوقت المناسب.

وأوضح أن ذلك يأتي بعد شكاوى من كبرى الشركات الأمريكية في إنتاج النفط الصخري بأن أسعار النفط الحالية أدت إلى خسائر كبيرة لهم ما أدى إلى استخدام آلية خفض النفقات عبر تسريح الموظفين لديهم لحين حل هذه المشكلة، وطلبوا من ترامب التدخل.

ولفت معطي إلى أن كلفة برميل النفط الصخري في حدود 47 إلى 50 دولاراً للبرميل ونحن نتحدث عن برميل نفط يباع الآن بأقل من 25 دولاراً للبرميل ما يؤدي لخسارة كبيرة لشركات النفط، لذلك على الولايات المتحدة التدخل لحل مشكلة شركاتها.

وأشار إلى أن على الولايات المتحدة أيضاً التعهد أن تقوم هي أيضاً بخفض الإنتاج لأن الولايات المتحدة هي أحد أهم الأسباب في خفض أسعار برميل البترول فقد كانت الولايات المتحدة لا تقوم بتصدير النفط حتى عام 2015 ولكن قررت بعد ذلك تصدير النفط الصخري.

وأوضح أن ذلك سيؤدي إلى زيادة المعروض عالمياً ما يؤدي بدوره إلى انخفاض الأسعار.

وأضاف، في نفس الوقت لا تنضم الولايات المتحدة إلى تحالف أوبك وحلفائها لتخفيض الإنتاج، وهذا السبب الرئيس الذي جعل روسيا لا توافق على خفض الإنتاج في آخر اجتماع في 6 مارس لأنها ترى أن الفائز الوحيد هو الولايات المتحدة، لذلك قررت عدم الموافقة على خفض الإنتاج وذلك للضغط على شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وتوقع أن يحدث اتفاق بين الثلاثي السعودية والولايات المتحدة وروسيا وذلك باتخاذهم قرارت مع جميع الدول المنتجة للنفط بتخفيض الإنتاج وذلك لأن الأسعار الحالية إذا استمرت لفترة طويلة فسوف تؤدي إلى انهيار معدلات نمو لأغلب الدول المنتجة للنفط.

الطلب على الخام

وتتزايد في الفترة الأخيرة التوقعات السلبية حيال أسعار النفط بالعالم، وكشف بنك جولدمان ساكس في مذكرة بحثية صدرت يوم الخميس عن توقعات بتراجع الطلب على الخام بنحو 10.5 مليون برميل يومياً خلال الشهر الجاري. وأما عن نظرته للشهر المقبل أوضح البنك في مذكرة بحثية جديدة أن الطلب من المرجح أن يتراجع بنحو 18.7 مليون برميل يومياً خلال شهر أبريل 2020.

وأشار إلى أن الأسباب الرئيسة لتلك التوقعات السلبية القرارت بشأن العزل بين معظم دول العالم وهو ما دفع مستويات الطلب للانهيار. واتفقت تلك التوقعات مع ما كشفت عنه «فيتول»، أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، يوم الأربعاء الماضي، أن الطلب العالمي على النفط قد ينخفض لأ كثر من 20 مليون برميل يومياً ومن المرجح أن يصل إلى 15 مليون برميل يومياً وذلك في غضون الأسابيع القادمة في ظل تأثر الطلب على الخام بانتشار فيروس كورونا.