الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

هل ترتفع أسعار المواد الغذائية الآن في ألمانيا بسبب الكورونا؟

هل ترتفع أسعار المواد الغذائية الآن في ألمانيا بسبب الكورونا؟

(أرشيفية)

برغم محاولات وزيرة الزراعة الألمانية يوليا كولكنر، طمأنة الألمان بأن المواد الغذائية متوفرة والأسواق مفتوحة، وأنه لا داعي للقلق، فإن هناك تصريحات كثيرة حالياً من داخل دوائر مختلفة بصناعة وتجارة المواد الغذائية، تؤكد أن الشعب الألماني على موعد مع موجة نقص في بعض المنتجات، وزيادة أسعارها.

فالكلمات التي أطلقتها رئيسة الجمعية الاتحادية الألمانية لصناعة المواد الغذائية، شتيفاني زابيت، بأن «الأسوأ ربما في طريقه للسلع الغذائية»، تؤكد أن زيادات في الأسعار ستشهدها الأسواق قريباً، وذلك بسبب تداعيات فيروس «كورونا».

ويبدو أنها تحاول أن ترسم صورة السيناريو المقبل إذا ما استمرت حالة الإغلاق على ما هي عليه الآن بعد انتهاء عيد الفصح 20 أبريل الجاري.

وحددت زابيت، عدة عوامل ستساهم في نقص بعض السلع، وزيادة أسعارها مثل البطاطا والجزر والكرنب والبصل والبروكلي وبعض الفواكه مثل الفراولة، وغيرها، ومن هذه العوامل نقص في الأيدي العاملة، بسبب ازدياد حالات الإصابة بالفيروس، والضغط الكبير لتلبية احتياجات المواطنين في الوقت الحالي يثير مخاوف رجال الصناعات الغذائية بعدم ضمان بقاء استقرار الأسعار على ما هي عليه، حيث سيتحكم قانون العرض والطلب بالأسعار، بالإضافة لمشكلات التغليف والتعبئة، خاصة أن نسبة كبيرة من العبوات المستخدمة كانت تأتي من الصين.

كما صرح رئيس رابطة المزارعين الألمان، يواخيم روكفيد، بأن الوضع خطير، وأن الضغط الحالي غير مسبوق لتلبية احتياجات المستهلكين، والطلب يتزايد على منتجات الألبان، والأرز، والمعكرونة، والخضروات، وغيرها، وبخاصة المنتجات الزراعية التي تعتمد على العمالة الموسمية.

وأضاف أن الحفاظ على استقرار الأسعار، في ظل ارتفاع الطلب، يعد أمراً جنونياً، فالأسعار سترتفع حتماً، خاصة أن الطلب على الأرز في الأسابيع الثلاثة الماضية ارتفع بنسبة 208%، والمعكرونة 117%، والدقيق 105%، لدرجة أن سلسلة أسواق «ألدي»، الشهيرة في ألمانيا، قامت بشراء ما يقرب من نصف مليون كيس معكرونة مختلفة الأشكال من إيطاليا، وجلبتها في قطار خاص، الأيام الماضية.

ولفت إلى أن العمالة الموسمية التي تساعد في جني الحصاد، كانت تأتي من دول شرق أوروبا مثل بولندا ورومانيا، ويقدر عددهم بنحو 300 ألف سنوياً ما بين شهر أبريل وأكتوبر كل عام، وفي ظل الحدود المغلقة حالياً، فإن مزارعي الهليون على الأخص، يجدون أنفسهم في أزمة اقتصادية لم يختبروها من قبل.

وأرسل المزارعون مؤخراً، خطاباً للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، يطالبونها بتخفيف الإجراءات لدخول العمالة الموسمية.

ويرى المزارع هارت بوير، أن الحكومة عليها أن تنقذ هذه الزراعة، لأن المحصول لا يمكن تأجيله مثل مؤتمرات أو مباريات كرة القدم.

بينما أكد وزير الاقتصاد الألماني، أن الاجتماعات تسير يومياً لإنقاذ الاقتصاد الألماني بكافة السبل من حالة ركود متزايدة قادمة للاقتصاد.