الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

متى يستعيد الطلب على المعدن الأصفر بريقه؟.. مجلس الذهب العالمي يجيب

متى يستعيد الطلب على المعدن الأصفر بريقه؟.. مجلس الذهب العالمي يجيب

(أرشيفية)

قال رئيس قسم علاقات السوق والأعضاء في مجلس الذهب العالمي، جون موليجان، إن ازدياد طلب المستثمرين على الذهب كملاذ آمن، خلال الربع الأول من العام الجاري، أكثر من كافٍ للتعويض عن الانخفاض في الطلب الاستهلاكي على المجوهرات، حيث أغلقت المتاجر، والتزم المستهلكون منازلهم.

وتوقع في حوار مع «الرؤية»، أن يبقى طلب المستثمرين قوياً، ومع بدء إعادة فتح الأسواق وزيادة قدرة المستهلكين على الحصول على الذهب، فإننا نتوقع أيضاً شراءً قوياً للسبائك والعملات الذهبية من قِبل المستثمرين.

وفيما يلي تفاصيل الحوار.

متى سيستعيد الطلب على الذهب بريقه في ظل تراجع القوة الشرائية للمستهلكين على مستوى العالم، بسبب الخسائر الاقتصادية الناجمة عن جائحة (كوفيد-19)؟

أظهر الطلب العالمي على الذهب خلال الأزمة، بدلاً من «فقدان بريقه»، الطبيعة المتوازنة والمرنة لسوق الذهب، فقد ارتفع الطلب المادي العام على الذهب في الربع الأول من عام 2020 بنسبة 1%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، في تناقض ملحوظ مع الأثر المدمر البالغ لقيود حظر التجوّل المرتبطة بالجائحة على معظم القطاعات وفئات الأصول الأخرى، وكان ازدياد طلب المستثمرين على الذهب كملاذ آمن أكثر من كافٍ للتعويض عن الانخفاض في الطلب الاستهلاكي على المجوهرات، حيث أغلقت المتاجر والتزم المستهلكون منازلهم.

ومع ما تقدم ذكره، فإن طلب المستهلكين على الذهب، لا سيما في شكل مجوهرات، من المحتمل أن يستمر في المعاناة حتى نرى عودة ثقة المستهلكين.

وفي الهند والصين، من المرجح أن تؤدي حالات التعطيل الرئيسية في التدفقات المحلية والشراء الموسمي إلى زيادة عرقلة مستويات الطلب الصافية في هذه الأسواق الفعلية الرئيسية، خاصة خلال الأشهر القليلة القادمة.

من ناحية أخرى، وفي مواجهة حالة عدم اليقين الحالية، فإننا نتوقع أن يستمر ازدياد الطلب الاستثماري باعتباره المحرك الأساسي للسوق، ومصدراً رئيسياً للطلب في فترة كبيرة من عام 2020، وهذا يجب أن يدعم ارتفاع السعر.

في رأيك، هل سينجح التعايش الاقتصادي مع الخطط الموضوعة لمواجهة جائحة (كوفيد-19)، التي تنوي العديد من دول العالم تنفيذها، في تعويض حجم الانخفاض في المعروض من الذهب؟

من المرجح أن تكون نقاط الضعف في المشهد الاقتصاد الكلي -انخفاض فرص تحقيق عائدات، وأسعار فائدة منخفضة بشكل مستحكم أو حتى سلبية، وأعباء الديون الثقيلة- التي كانت تدفع المستثمرين بالفعل إلى الاستثمار في الذهب في الأشهر التي سبقت جائحة (كوفيد-19)، قد تفاقمت في أعقاب تفشي الفيروس والتدابير الاقتصادية المتخذة لمواجهته.

لذلك نتوقع أن يبقى طلب المستثمرين قوياً، ومع بدء إعادة فتح الأسواق وزيادة قدرة المستهلكين على الحصول على الذهب، فإننا نتوقع أيضاً شراءً قوياً للسبائك والعملات الذهبية من قِبل مستثمري القطاع الخاص.

وقد أظهر الربع الأول من عام 2020 بالفعل، كيف يمكن للارتفاع المفاجئ في اهتمام المستثمرين مواجهة طلب المستهلكين المنقوص (بشكل رئيسي، على المجوهرات).

ومقارنة بالقطاعات وسلاسل التوريد الأخرى، أثبت المعروض من الذهب أنه قوي نسبياً خلال أزمة (كوفيد-19)، ومع ما تقدم ذكره، انخفض إنتاج المناجم بشكل طفيف (انخفاض بنسبة 3% في الربع الأول من عام 2019)، مع إغلاق المناجم في بعض البلدان (لا سيما، على سبيل المثال، في الصين وجنوب أفريقيا وبيرو)، وتعطلت إعادة التدوير مؤقتاً بسبب الوصول والنقل والتحديات اللوجستية التي تفرضها قيود حظر التجوّل المفروض للحدّ من تفشي الفيروس.

ومع ذلك، بالنظر إلى المستقبل، لا نتوقع أي عقبات هيكلية أمام استقرار المعروض بعد الربع القادم من العام أو نحو ذلك.

ويعني هيكل سوق الذهب المتنوع والمتوازن بشكل فريد، من ناحية الطلب والعرض، أنه من غير المحتمل أن يكون هناك أي اختلال حاد في السوق. الذهب المُعاد تدويره -الذي عادة ما يشكّل ما بين 25% و30% من إجمالي الذهب السنوي المتاح للسوق- هو العنصر المرن من عناصر المعروض، والذي يمكن أن يستجيب بسرعة لتزايد الطلب.

ما هي تقديرات الطلب وحركة تدفقات الذهب الاستثمارية في حال حدوث موجة ثانية من الجائحة بسبب تعجيل استعادة الاقتصاد العالمي؟

سيكون من السابق لأوانه تقديم تقديرات للطلب على الذهب في سياق أزمة غير مسبوقة ثانية للفيروس، بينما ما زلنا نحاول تقييم تداعيات تأثيرات أزمة (كوفيد-19) الأخيرة والتدابير المتخذة لمواجهتها.

ومع ما تقدم ذكره، فإن أي أزمة مستدامة تهدد بإلحاق ضرر شديد بالأسواق وقيم الأصول من المرجح أن تدفع المستثمرين من جميع الأنواع إلى البحث عن مستودعات آمنة للقيمة، خاصة إذا كانت مثل الذهب، تقدّم احتمالية تفوق الأداء خلال أوقات القيود.

والموجة الثانية من الجائحة، في حين أنها ستسبب مرة أخرى تعطيلاً حاداً، وستقيد الحصول على الذهب الاستهلاكي، فإنها من المرجح أيضاً أن تزيد جاذبية الذهب باعتباره الملاذ الأخير والملاذ الآمن الرئيسي في الظروف بالغة الخطورة.

وبالتالي، فإن مستويات طلب المستثمرين الهائلة على الذهب التي شهدناها في الأشهر الأخيرة قد تتكرر، إن لم تتضاعف.