الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

كيف سيغير كورونا سوق العمل حول العالم؟

كيف سيغير كورونا سوق العمل حول العالم؟

(أرشيفية)

أصاب فيروس كورونا (كوفيد-19) أساليب العمل حول العالم بما يشبه الانقلاب، وخلال فترة وجيزة أصبح العمل من المنازل ضرورة قصوى، وتشير التوقعات وتعليمات الحكومات إلى استمرار ذلك لفترة طويلة، وأعلنت شركات ومنها تويتر عن العمل عن بُعد باستمرار.

وتشير توقعات خبراء العمل والتوظيف حول العالم إلى أن العمل من المكتب قد يصبح رمزاً فقط، ولن يكون هناك عمل بالقرب بين الموظفين، وأن يكون الحضور للمكاتب رمزياً فقط، بينما يعمل أغلبية الموظفين من منازلهم.

ويوضح المحللون أن الشركات صاحبة الميزانية والسيولة الكبيرة والقوى العاملة الكبيرة أيضاً ستكون لديها القدرة على تملك أو إيجار عقارات باهظة الثمن تستخدمها كمقرات، بينما تلك التي تأثرت بالأزمة وانخفضت السيولة لديها قد تترك مقراتها.

تطور تكنولوجيا العمل

تقول العضو المنتدب والشريك في مكتب بوسطن كونسلتينج جروب في لندن، ناجيا يوسف، لقناة «سي إن بي سي» الأمريكية: «إن العمل عن بُعد سيكون باجتماعات أقل، مع زيادة التكيف في استخدام الأدوات التقنية من أجل العمل، لأن الناس كانوا أكثر صبراً في تعلم التقنيات الجديدة والتفاعل معها، لأنهم اضطروا لذلك، وهو ما يتوقع استمراره وتطوره مستقبلاً، وستتحول رسائل البريد الإلكتروني لتصبح فورية والمكالمات والاجتماعات ستكون عبر الفيديو».

وأضافت أن التفاعل بين الموظفين عبر دردشة الفيديو تكون نوعاً مختلفاً من الحميمية أسرع مما يحدث في بيئة العمل التقليدية، وكذلك قد ينتهي السفر من أجل الأعمال لا سيما في ظل توقف السفر بجميع أنواعه، وهو ما يوفر التكاليف ويخفض مصاريف الشركات.

ولسنوات، كانت الشركات تعمل من أجل أتمتة الوظائف المتكررة من خلال الخوارزميات التي يمكنها إكمال المهام الإدارية، والروبوتات التي يمكنها تبسيط التصنيع والطائرات بدون طيار التي يمكنها تسليم البضائع.

وقد وجد الباحثون أن هذا النوع من الأتمتة يتم تبنيه بسرعة أكبر خلال فترات الركود الاقتصادي، وستصبح الشركات رقمية بشكل أسرع بكثير، وستتم الأتمتة بشكل أسرع.

رحلات العمل ستكون من الماضي

ويرجح العديد من الخبراء أن رحلات العمل كما نعرفها ستكون شيئاً من الماضي.

ويقول الخبير في صناعة السفر، جاري ليف، إن المؤتمرات واحتفالات توقيع الاتفاقيات ستقل في المستقبل المنظور، وستتعلم الشركات أن بعض رحلات العمل يمكن القيام بها عبر اجتماعات الفيديو.

ويتوقع خبراء أيضاً أن تصبح المكاتب كمرافق خدمية فقط لخدمة الموظفين خلال العمل من المنزل وتنسيق الاجتماعات وغيرها من الخدمات.

وبحسب بلومبيرغ، فإن مباني المكاتب الكبيرة قد لا تعود إلى التشغيل الكامل لفترة طويلة، وبحلول الوقت الذي سيقوم فيه العديد من أصحاب العمل بإعادة التفكير في احتياجاتهم من المساحات المكتبية، سيعيد العديد من العمال إعادة النظر في تنقلاتهم والعديد من الشركات الصغيرة والكبيرة اكتشفت طرقاً جديدة للتعاون من بعد.

وكذلك فإن الحرية المتزايدة للعمل من مكان آخر غير المكتب ستمكّن وتحرر للبعض، لكن العمل عن بعد هو في الغالب امتياز للأثرياء والمتعلمين، وبعض أصحاب القطاعات الأخرى مثل المزارعين وأصحاب المتاجر لا تبدو جيدة بالنسبة لهم.

الفحص الطبي الإلزامي

توقع خبراء أن يصبح الفحص الطبي الإلزامي أمراً واقعياً في العمل، بل وتقنين ذلك بتشريعات حكومية، وقد تطلب شهادة حصانة من الفيروس عند التقدم للعمل، وكذلك حرية صاحب العمل في إجراء فحص للموظف في أي وقت.

ويمكن لثقافة العمل الأكثر مرونة أيضاً أن تخلق المزيد من الإنصاف في المنزل، حيث يتمكن كل من الرجال والنساء من قضاء وقت ممتع مع أسرهم، وتستفيد النساء بشكل أكثر من العمل عن بُعد مع تنظيم أوقاتهن وشؤون منازلهن.