الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كيانات اقتصادية كبرى تواجه الإفلاس بسبب كورونا

كيانات اقتصادية كبرى تواجه الإفلاس بسبب كورونا
تسببت تداعيات انتشار فيروس كورونا في وضع كيانات اقتصادية كبرى حول العالم تحت طائلة الإفلاس أو بقائمة المقتربين من الإفلاس بعد تأثر أعمالها بشكل قوي بإجراءات الإغلاق المؤقت بأغلب الدول.

وبحسب إحصائية قامت بها صحيفة "الرؤية" استناداً لبيانات رسمية وتقارير بيوت خبرة عالمية بعالم الاقتصاد، فكانت صناعة الطيران الأكثر تأثراً بانتشار الوباء الذي تسبب في وقف الرحلات الجوية خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.

وكان آخر تلك الشركات الكبرى، مجموعة خطوط لاتام الجوية التشيلية التي أعلنت الثلاثاء إفلاسها، وبذلك تكون أكبر شركة طيران في العالم حتى الآن تسعى إلى إعادة تنظيم طارئة في ظل أزمة فيروس كورونا حيث تقدمت بطلب حماية من الدائنين إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها ستواصل تسيير الرحلات خلال إعادة هيكلتها بعد الإفلاس.


وقبل تقديم طلب الإفلاس بأيام قامت "خطوط لاتام" التي لديها سيولة بنحو 1.3 مليار دولار، بتسريح 1800 موظف من أصل 40 ألف موظف، كما وافقت على دفع توزيعات على عكس ناقلات أخرى علقت التوزيعات في ظل أزمة.


ووفقاً للإحصائية فإن من تلك الشركات المتضررة من الأزمة بالقطاع شركة شركة فلاي بي البريطانية والتي تعد واحدة من أولى شركات الطيران وأكبر شركة طيران إقليمية في أوروبا، حيث شغّلت 68 طائرة، وقدمت خدماتها في 56 مدينة في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا، ونقلت 8 ملايين مسافر عام 2019، والتي أعلنت «الإدارة الطوعية» في الرابع من مارس الماضي، وكانت تواجه الكثير من الصعوبات، وسعت للحصول على دعم من الحكومة البريطانية.

ومن تلك الشركات شركة خطوط عبر العالم الجوية والتي دأبت في الفترة على وقف عملياتها بحلول نهاية العام، ولكنها اضطرت بدلاً من ذلك إلى إغلاق أعمالها بشكل دائم في مطلع أبريل الماضي.

وشركة كومباس إيرلينز الأمريكية التي أوقفت عملياتها في مطلع أبريل الماضي ، وشركة رافانا إيرلينز وهي أكبر شركة طيران إقليمية في ألاسكا، أعلنت إفلاسها بعد أن نفدت السيولة لديها لدفع أجور العاملين وإبقاء طائراتها محلقة. وكان يعمل لديها أكثر من 1300 موظف، وكانت تنقل نحو 740 ألف مسافر سنوياً إلى المدن النائية في ألاسكا، إلى جانب شركة فيرجن أستراليا، وهي ثاني أكبر شركة طيران تعمل بأستراليا مع أسطول ضم أكثر من 130 طائرة تنقل ما يقدر بنحو 25 مليون مسافر سنوياً، وهي أولى شركة طيران أسترالية تعلن إفلاسها بعد أن أكد الرئيس التنفيذي بول سكورا ذلك في 20 أبريل 2020، فضلاً عن شركة آير موريشيوس والتي أعلنت الشركة إفلاسها في 22 أبريل الماضي، بعد معاناتها في مواجهة الصعوبات المالية. موضحاً أن قيود السفر وإجراءات إغلاق الحدود في جميع أسواقنا ووقف الرحلات الدولية والمحلية جميعها في ظل الأزمة غير المسبوقة، أدت إلى تآكل كامل لقاعدة إيرادات الشركة.

وضمت تلك القائمة شركة أفيانكا إيرلينز الكولومبية والتي كانت تُشغل 158 طائرة وأعلنت إفلاسها هي الأخرى في 12 مايو الجاري،. وقال أنكو فان دير ويرف، الرئيس التنفيذي لشركة أفيانكا: «إن خضوعنا للفصل الـ11 من قانون الإفلاس هو طريقة مسؤولة لحماية الشركة والمحافظة عليها بينما نتحرك لتوجيه أنفسنا في ظل التأثير الشديد لوباء كورونا على شركات الطيران وقطاعات السفر».

وأثرت تلك الأزمة أيضاً على أعمال شركة الخطوط الجوية لجنوب أفريقيا، وشركة الخطوط الجوية التايلاندية الدولية المملوكة للدولة هي آخر شركة طيران تخسر معركتها في عصر كورونا. وكانت الخطوط الجوية التايلاندية تسجل خسائر سنوية تقريباً كل عام منذ بدايتها في عام 2013، حتى جاء حظر السفر الناجم عن تفشي الجائحة بضربة موجعة قضت على الشركة التايلاندية، وتقدمت الشركة بطلب لإعادة الهيكلة عن طريق محكمة الإفلاس في البلاد.

ويعكس الإفلاس التي تعرضت له تلك الشركات حجم الأزمة التي تمر بها حالياً القطاعات الاقتصادية وخصوصاً النقل والسياحة، في جهد لاحتواء انتشار الفيروس.

وأصاب الإفلاس أيضاً قطاعات أخرى كقطاع تأجير السيارات حيث أشهرت شركة "هيرتز" العالمية لتأجير السيارات في مطلع الشهر الجاري إفلاسها في أمريكا وكندا، بسبب وباء فيروس كورونا، وتراجع المبيعات والحجوزات لديها، مما اضطرها إلى تسريح 20 ألف موظف منها.

وقالت المجموعة إن "تأثير كوفيد-19 على الطلب على السفر كان مباغتاً وكبيراً وأدَّى إلى تراجع هائل في عائدات الشركة والحجوزات المستقبلية". وكانت المجموعة أعلنت في 21 أبريل الماضي، إلغاء 10 آلاف وظيفة في أمريكا الشمالية، أي نحو 26.3% من عدد العاملين لديها في العالم، بهدف توفير الأموال في مواجهة عدم اليقين الناجم عن إجراءات تطويق الوباء.

وكان إعلان شركة «جي كرو غروب»، من أكبر متاجر الملابس الجاهزة بالولايات المتحدة، عن إفلاسها، مطلع الشهر الجاري، بمثابة أحدث حلقة في مسلسل الخسائر المتتالية التي لحقت بقطاع الأعمال الأمريكي.

وتقدمت الشركة بطلب الإفلاس، بموجب الفصل 11 في محكمة الإفلاس الأمريكية في ريتشموند بولاية فيرجينيا، بعد التوصل إلى صفقة مع مجموعة من المقرضين وحملة السندات لمبادلة ديون بحوالي ملياري دولار، مقابل حصة 82% من أسهم الشركة.

وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الشركات التي سبقت جي كرو في الإعلان عن إفلاسها، فإن الشركة تعد أول سلسلة كبيرة للبيع بالتجزئة في الولايات المتحدة تطلب الحماية من الدائنين بعد إغلاق متاجرها استجابة لوباء فيروس «كورونا».

ومثل باقي متاجر التجزئة في أمريكا، أغلقت جي كرو نحو 500 متجر للبيع بالتجزئة في جميع أنحاء البلاد في مارس، حيث دفع انتشار الفيروس التاجي المسؤولين الحكوميين في جميع الولايات إلى إصدار أوامر بإغلاق جميع الشركات غير الضرورية. ومع توقف معظم مبيعاتها، قامت الشركة التي كانت تعاني أصلا قبل الوباء، بتسريح عشرات الآلاف من العمال، وقررت عدم دفع إيجارات شهر أبريل، وطلبت توسيع خطوط الائتمان لديها لتغطية نفقاتهم.

من ناحية أخرى، أعلنت شركة جنرال إلكتريك الأمريكية أنها ستقوم بتسريح ما يقرب من 13 ألف عامل في مجال محركاتها النفاثة، أي نحو 25% من إجمالي العمالة لديها، مما يوسع من جهودها لخفض التكاليف المخطط لها حيث إن وباء الفيروس التاجي يشل صناعة الطيران.

وقالت جنرال إلكتريك في تلك الفترة في مذكرة للموظفين إنها تخطط لخفض 25% من القوى العاملة في مجال الطيران العالمي في الأشهر المقبلة. وتصنع الشركة محركات الطائرات وتوردها لشركات بوينغ وإيرباص.

وفي ألمانيا، كان نتاج الأعباء التي خلفها انتشار الفيروس هو تقديم سلسلة مطاعم فابينو طلباً للإفلاس في أوائل أبريل، كما أغلقت متجر الملابس الرياضية رونرز بوينت، وهي شركة تابعة لـ فوت لوكر، أبوابه. وتقدر دراسة أجرتها شركة الأبحاث كريف بيورجال أن ما يصل إلى 29 ألف شركة ستتوقف عن العمل هذا العام.