الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

هل يبدو نمو اقتصاد الصين سهلاً وسط انكماش بقية العالم؟

هل يبدو نمو اقتصاد الصين سهلاً وسط انكماش بقية العالم؟

(أرشيفية)

يتفق العديد من المحللين على أن الصين من بين الدول القليلة التي ستتوسع اقتصادياً وسياسياً في مواجهة الركود العالمي الحاصل حالياً بسبب انتشار كورونا، حيث إن الصين أول دولة ظهر فيها الفيروس التاجي لأول مرة في أواخر العام الماضي في مدينة ووهان، وهي أيضاً أول دولة تتعافى من إغلاق الأعمال المفروضة في محاولة للسيطرة على تفشي المرض.

ولقي أكثر من 4600 شخص مصرعهم بسبب (كوفيد-19) في الصين، في حين تجاوز عدد القتلى 100 ألف في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضرراً في العالم.

وقال المدير الإقليمي لدى وحدة الاستخبارات الاقتصادية «THE THE» توم رافيرتي: «نظراً للطريقة التي تتشكل بها العلاقات (الأمريكية - الصينية) في الوقت الحالي، فإن هذا أمر يجب على الشركات التعامل معه بجدية».

وأضاف أن الحرب التجارية تحولت إلى صراع مالي، متوقعاً إجراءات مستهدفة مثل العقوبات الأمريكية على الكيانات المالية الصينية.

ومساء الجمعة الماضية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستبدأ عملية إلغاء الإعفاءات التجارية الممنوحة لهونغ كونغ، واصفاً التحرك الصيني في هذه المدينة بأنه «مأساة» للعالم، مشدداً على أن بلاده سوف تتخذ إجراءات لإنهاء المعاملة الخاصة لهونغ كونغ، وأنه سيتم فرض عقوبات على مسؤولين صينين رداً على قرارها الأخير ضد هونغ كونغ بشأن تقيد الحريات هناك.

كذلك أعلن ترامب أنه ينهي علاقة بلاده مع منظمة الصحة العالمية التي يتهمها منذ بدء انتشار فيروس كورونا بالانحياز إلى الصين.

وهددت الصين برد انتقامي بسبب تحرك الولايات المتحدة نحو إلغاء مزايا تجارية ممنوحة لهونغ كونغ، يشار إلى أن التصعيد في التوترات بين الولايات المتحدة والصين عرقل انتعاش الأسهم العالمية خلال الشهر الماضي

ومن المتوقع أن يتطور هذا الصراع في الأيام القادمة، وسط استمرار تفشي تأثير فيروس كورونا.

ووفقاً لأحدث توقعات صندوق النقد الدولي، فمن المقرر أن ينمو اقتصاد الصين ويتعافى بما يزيد قليلاً على 1% في عام 2020، في حين من المرجح أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 6% هذا العام، وهو أسوأ من الانخفاض العالمي في النمو بنسبة 3%.

وقال مدير مركز الدراسات الآسيوية في مؤسسة التراث، والتر لوهمان، «ما زال الناس يريدون الاستثمار في الصين، لقد كنا نتحدث عنه منذ 100 عام.. إنه هنا الآن وهناك شركات تريد الوصول إليه.. الصين ليست أسوأ مكان للقيام بأعمال تجارية».

وأدت التوترات الجيوسياسية والفيروس التاجي إلى تعطيل الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين، لكن الشركات لديها مصالح خاصة من غير المرجح أن تتغير بسرعة.

وهذا الأمر ليس وليد اللحظة، حيث قال محللون من شركة الأبحاث Gavekal Dragonomics في تقرير صدر في أغسطس، إنه في عام 2016، تجاوزت مبيعات أعمال الشركات الأمريكية في الصين 450 مليار دولار، بينما كانت مبيعات الشركات الصينية في الولايات المتحدة أقل من 50 مليار دولار.