أكد ساكسو بنك، أن قدرة الدولار الضعيف تدعم الانتعاش الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يمكن أن يتحقق لكن بعد المرور ببعض الاضطرابات والصعوبات الاقتصادية، نتيجة جائحة كورونا.
واعتبر رئيس استراتيجية الفوركس لدى ساكسو بنك، جون هاردي، خلال مؤتمر صحفي أجراه البنك عن بعد عبر الإنترنت، اليوم الاثنين، أن ضعف الدولار الأمريكي عامل رئيسي لتعزيز الانتعاش في أسعار السلع العالمية من خلال السياسات النقدية أو المالية، ودعم الانتعاش الاقتصادي في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما مع أثره العكسي على أسعار السلع.
وأشار إلى أن استمرار ضعف الدولار لفترة طويلة وفي حال رافق ذلك تضخم، قد يدفع بعض الدول، منها دول خليجية إلى التفكير في اتخاذ إجراءات غير مسبوقة.
وتوقع هاردي أن تشهد أسعار النفط بعض التعافي خلال الفترة المقبلة، لا سيما خلال العام المقبل 2021، الأمر الذي يرتبط بتحسن مستويات الطلب.
وعن الذهب، أشار إلى أنه عملة مفضلة للتحوط بالنسبة للأفراد والمستثمرين، الأمر الذي يرجح انتعاش أسعاره خلال الفترة المقبلة وفي 2021.
كما توقع هاردي استمرار الدولار الضعيف معنا لسنوات، لافتاً إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وعَد بمواصلة التسهيلات الكمّية وفق الوتيرة الراهنة، ما يرجّح استمرار أسعار الفائدة الأمريكية المنخفضة لفترة طويلة، ولكنه حذر من تعرض السوق لبعض الاضطرابات على المدى القريب إلى المتوسط.
وقال هاردي: «إن توجّهات الدولار الأمريكي تعتبر عاملاً رئيسياً للأسواق المالية حول العالم، ولا سيما النفط ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث يشكل الدولار الأمريكي ثقلاً واضحاً في المنطقة، ويبدو ضعف الدولار شرطاً ضرورياً لدعم انتعاش المنطقة، وهو ما سيتحقق في نهاية المطاف، حتى وإن استغرق بعض الوقت، وحتى ذلك الحين، قد يتعرض السوق لبعض الاضطرابات الكبيرة قبل أن نطمئن من وصولنا إلى الضفة الآمنة من أزمة كوفيد-19».
وذكر هاردي أن تقريراً لمعهد التمويل الدولي أكد أن الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي سيتعرّض لانكماش بنسبة 3.8% خلال عام 2020، جراء تدابير احتواء الفيروس، وتراجع أسعار النفط، وانخفاض الإنفاق العام، ما سيجعل أي انتعاش لأسعار السلع عنصراً مفيداً للمنطقة.