الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

116.3 مليار دولار خسائر قطاع الشحن والطيران عالمياً خلال 2020 بسبب كورونا

116.3 مليار دولار خسائر قطاع الشحن والطيران عالمياً خلال 2020 بسبب كورونا

أرشيفية.

مع استئناف رحلات الطيران وتسيير الشحنات حول العالم، تحاول شركات القطاع تعويض الخسائر الضخمة التي تكبدتها بسبب حظر الشحن والنقل لمدة تجاوزت 3 أشهر، بعدما تركت الجائحة انعاكسات سلبية كبرى على عملياتها التشغيلية.

وتقدر مؤسسة "سي إنتلجينس" أن أكبر شركات شحن الحاويات في العالم ستعاني خسائر مجمعة تصل إلى 23 مليار دولار هذا العام، اعتماداً على كيفية إدارتها للتأثير الاقتصادي لعمليات الإغلاق واسعة الانتشار التي يسببها الفيروس التاجي.

وحسب تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، أن تخسر شركات الطيران والتي تلعب دوراً هاماً في مجال الشحن الجوي نحو 84.3 مليار دولار في عام 2020 بهامش صافي خسائر 20.1%.


وأشار الاتحاد إلى أنه من الناحية المالية سيشهد قطاع النقل الجوي العالمي انخفاضاً في 2020 باعتباره أسوأ عام في تاريخ الطيران.


وفي المتوسط، فإن كل يوم من هذا العام سيضيف 230 مليون دولار لخسائر الصناعة.

ورجحت «إياتا» أن تنخفض الإيرادات بنسبة 50% لتصل إلى 419 مليار دولار من 838 مليار دولار في 2019. وفي عام 2021، من المتوقع أن يتم خفض الخسائر إلى 15.8 مليار دولار مع ارتفاع الإيرادات إلى 598 مليار دولار.

وجاءت تلك التوقعات بناء على تقديرات بـ2.2 مليار مسافر هذا العام، مشيراً إلى أن شركات الطيران ستفقد 37.54 دولار لكل راكب.

تراجع الطلب

وأدت جائحة كورونا إلى انهيار الطلب على السفر الجوي بنسبة 91.3% خلال مايو الماضي على أساس سنوي، ليواصل التراجع مع الانخفاض الذي سجله في أبريل السابق له البالغ 94%، حسب بيانات «إياتا».

وقال المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي، ألكسندر دي جونيك: «متوقع، تحدث التحسينات الأولى في طلب الركاب في الأسواق المحلية. ظلت الحركة الدولية متوقفة فعلياً في مايو. نحن فقط في بداية انتعاش طويل وصعب»، مضيفاً أن قطاع الطيران في المراحل المبكرة للغاية من الانتعاش في السفر الجوي، لكن الوضع هش، وبحاجة إلى دعم الحكومات لتعزيز إعادة التشغيل من خلال التنفيذ السريع للمبادئ التوجيهية العالمية لمنظمة الطيران المدني الدولي للالتزام بإرشادات السفر الجوي في ظل كورونا.

وذكرت «إياتا» أن بعض الحكومات تحتاج إلى تنفيذ الحجر الصحي للدخول، والتي سيكون لها نفس تأثير حظر السفر الصريح، وستبقي الاقتصادات مغلقة أمام مزايا ربط الطيران.

وتابع: «يجب على الحكومات تجنب الرسوم الجديدة لتغطية كلفة التدابير الصحية ذات الصلة بفيروس كورونا، ما سيجعل السفر أقل سهولة».

وزادت وتيرة لجوء شركات الطيران حول العالم نحو إصدارات الديون وخفض التكاليف، بعد أن أدت عمليات الإغلاق لاحتواء الفيروس إلى توقف السفر الجوي العالمي تقريباً.

وأما عن شركات قطاع الشحن فقد تتجاوز خسائره كما ذكرنا سالفاً 23 مليار دولار في عام 2020، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن خطوط الشحن ألغت أكثر من 160 خط سير في نهاية أبريل الماضي، إضافة إلى استكمال ذلك الإلغاء خلال شهر مايو ومطلع يونيو لتتجاوز 200 خط، وكانت تلك المحاولة من شركات القطاع للحفاظ على أسعار الشحن مقابل الخسائر المحتملة التي تقدر بمليارات الدولارات بسبب انخفاض الطلب التجاري بسبب جائحة كوفيد-19.

ولم تكن عمليات الإلغاء في تلك الأشهر فقط، بل بدأت في يناير وفبراير ومارس وتركزت عمليات الإلغاء على آسيا وأوروبا والخدمات على المسار عبر المحيط الهادي عندما بدأ الفيروس التاجي في الانتشار بالصين، ما اضطر إلى شل النشاط الاقتصادي بالكامل تقريباً ببكين.

وأوضحت مؤسسة سي إنتلجينس أن ذلك هو اتجاه يشير إلى أن موسم الذروة الصيفي في نصف الكرة الشمالي يمكن أن يكون صامتاً إلى حد كبير وأن شركات الشحن التي تحمل معظم السلع العالمية تتوقع العواقب الاقتصادية التي سوف تمتد لها الآثار السلبية للوباء في ذروة الموسم القادم.

وقالت المؤسسة في مذكرة بحثية إن شركات الشحن وفي مقدمتها Maersk وMSC وONE تحاول تجنب انخفاض أسعار الشحن على طرق التجارة الرئيسية، حيث ازدادت الأسعار بشكل فائق خلال الفترة الماضية مقابل تضاؤل الطلب بشكل متزايد.

وتحاول الصين الآن دفع عمليات الشحن ونموها مرة أخرى مع عودة فتح الأنشطة الاقتصادية وسط الطلب الذي انخفض في الأشهر الماضية مع تزايد حظر المدن الأمريكية والأوروبية الرئيسية. وخفضت بعض موانئ الولايات المتحدة ساعات العمل في محطات الشحن بسبب انخفاض الطلب.

وذكرت المؤسسة أن معدلات الشحن هي حالياً أقل بنسبة 20% تقريباً من مستويات التوازن. ومع ذلك، فقد ظلت مستقرة نسبياً منذ بداية العام، حيث قيدت عمليات الإغلاق السعة والمنافسة التي تركز عليها الأسعار.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة لارس جنسن "سي إنتلجينس"، "إنها عاصفة متنامية". "سيكون التحدي هو إدارة القدرات بعناية في المستقبل لتجنب انهيار أسعار الشحن".

يتوقع جنسن أن يقلل الوباء من الطلب على شحن الحاويات هذا العام بنسبة 10%، وهو نفس الانخفاض تقريباً كما كان في عام 2009، عندما تكشفت الأزمة المالية، ما عطل التجارة العالمية.

ورجح أرون ليزلى جون، رئيس الباحثين فى سنشرى فاينانشال، أن تؤدي التجارة العالمية المتعثرة بسبب جائحة كوفيد-19، وكذلك التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين إلى رياح معاكسة لقطاع الشحن والنقل.

وأشار إلى أن تلك العوامل إضافة إلى الموجة الثانية المحتملة من الجائحة في الولايات المتحدة ستزيد الأمر تعقيداً وستجبر جولة أخرى من عمليات الإغلاق وظهور نقاط ساخنة جديدة مثل الهند.

تشير دراسة أجرتها منظمة التجارة العالمية إلى أن التراجع في التجارة العالمية سيكون أسوأ من التراجع خلال الأزمة المالية العالمية لعام 2008.

حتى قبل الوباء، كانت التجارة في تباطؤ وانخفضت قيمة الصادرات السلعية العالمية بنسبة 3% في 2019 إلى 18.89 تريليون دولار.

ويشير تقرير منظمة التجارة العالمية إلى أنه في سيناريو متفائل، ستنخفض التجارة العالمية بنسبة 13% في عام 2020 وستتعافى بنسبة 21% في عام 2021. كما أن مؤشر Baltic Dry الذي يعتبر بديلاً لمعدلات السائبة الجافة في جميع أنحاء العالم يقل أيضاً بنسبة 25% عن أعلى مستوى في عام واحد وهو يشير إلى الضعف. نظراً لإضافة السعة في السنوات القليلة الماضية.

وتوقع أرون ليزلى جون أن يواجه صناعة الشحن تحدٍ هذا العام بينما يمكن توقع التعافي في العام المقبل. يجب أن يكون وصول اللقاح وتأثير التحفيز المالي وكذلك النقدي محفزاً في العام المقبل.

ورجح جون لوكا، مدير التطوير بشركة "ثينك ماركتس" البريطانية أن تواجه صناعة النقل الجوي أيضاً الكثير من التحديات حيث ستبدأ الرحلات الدولية لمعظم البلدان فقط بعد يوليو / أغسطس. حتى العام المقبل ليس من المتوقع الشفاء التام.

وقامت كبرى شركات الطيران ، بتسريح مئات الطيارين وآلاف من طاقم الطائرة كرد فعل على الأزمة النقدية. من المرجح أن ينخفض ​​إجمالي موظفي شركات الطيران بنسبة الثلث من أعلى مستوياتها. من الواضح أن شركات الطيران لا ترى عودة الحياة الطبيعية للسنوات القليلة القادمة.