الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

كيف أثر فيروس كورونا على أكبر اقتصادين في العالم؟

كيف أثر فيروس كورونا على أكبر اقتصادين في العالم؟

(أرشيفية)

عانى الاقتصاد العالمي من صدمة تفشي فيروس كورونا منذ مطلع العام الجاري، واختلف حجم التأثير الاقتصادي للجائحة من دولة إلى أخرى، كما طال أكبر اقتصادين على مستوى العالم (الصيني والأمريكي). ونتيجة لتلك الجائحة دخل الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود فعلي بالربع الأول من العام الجاري، مع توقعات أن يسجل عام 2020 انكماشاً هو الأسوأ منذ مرحلة الكساد الكبير.

وعلى مستوى الصين أظهرت البيانات انكماش اقتصاد الصين بنسبة 6.8% في الربع الأول من 2020 على أساس سنوي، وهو أول انكماش منذ عام 1992. وتسببت جهود احتواء فيروس كورونا، إلى هبوط الإنتاج الصناعي في الصين خلال أول شهرين بالعام الجاري 13.5% وهو أكبر معدل هبوط منذ عام 1990، مقارنة بنمو بلغ 6.9% بنهاية ديسمبر 2019، كما انخفض الإنتاج الصناعي في مارس 1.1%.

ولفتت العديد من البيانات لتراجع استثمارات الأصول الثابتة داخل الصين 24.5% في أول شهرين بالعام الجاري، إلى جانب تراجع استثمارات الأصول الثابتة في القطاع الخاص التي تعادل 60% من إجمالي الاستثمارات في الصين، وسجل معدل البطالة في المدن الصينية 6.2% بنهاية شهر فبراير الماضي، مقابل 5.2% المسجلة في ديسمبر 2019.

وظهر تأثير تفشي الفيروس وإقرار الحجر الصحب بوضوح على مبيعات التجزئة التي تهاوت بنسبة 20.5% مع بداية الأزمة في أول شهرين من عام 2020، وتراجعت 19% خلال الربع الأول من 2020، ورغم إعادة فتح اقتصاد البلاد إلا أن مبيعات التجزئة لا تزال تحت الضغط مع مخاوف ظهور بؤر جديدة للفيروس.

ورغم تأثير تفشي الفيروس على اقتصاد الصين وظهور حالات بين الحين والآخر، توقع معهد التمويل الدولي أن تشهد الصين انتعاشاً خلال عام 2020 على شكل «V» - انتعاش قوي عقب الركود - وبذلك مع قدرة الجمهورية على احتواء فيروس كورونا، وخروجها أولاً من تلك الصدمة، في وقت كانت باقي دول العالم تنظر للعدوى من بعيد، كما تحسنت أغلب المؤشرات الاقتصادية للبلاد مع نهاية أبريل الماضي. ورجح المعهد في تحليل حديث، أن يسير نمو اقتصاد الصين في الطريق الصحيح خلال الربع الثاني من العام الجاري أعلى 2% سنوياً، مقابل الانكماش بـ6.8% في الربع الأول من 2020، بدعم انتعاش التصنيع، والصادرات، عكس ما مرت به كوريا.

أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فقد ظهر تأثير الفيروس بشكل كبير على معدلات البطالة التي تسارعت إلى أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية، وأعلن مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي أن وباء كورونا سوف يكلف اقتصاد الولايات المتحدة نحو 8 تريليون دولار خلال العقد المقبل.

وأوضح مكتب الميزانية في تقرير إلى المشرعين الأمريكيين أنه من المرجح أن يستنزف الفيروس نحو 7.9 تريليون دولار من النشاط الاقتصادي الأمريكي على مدى العقد المقبل، أو 3% من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي.

وتوقع أن يؤدي إغلاق الأعمال وإجراءات الابتعاد الاجتماعي إلى تقليص الإنفاق الاستهلاكي، في حين من المرجع أن يؤدي الانخفاض الأخير في أسعار الطاقة إلى تقليل الاستثمار الأمريكي في قطاع الطاقة بشدة.

ورغم ذلك فقد ساهمت الحزم التحفيزية التي أقرها الكونغرس في التقليل من تدهور الأوضاع الاقتصادية، ومن المرجح أن تظهر بيانات الربع الثاني من العام الجاري أكبر انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي في تاريخ الولايات المتحدة.

وكان الكونغرس الأمريكي أقر حزماً تحفيزية قيمتها 2.2 تريليون دولار تهدف إلى تخفيف وطأة ضربة الوباء، كما يناقش تمرير تشريعات أخرى للمساعدة في مواجهة التداعيات الاقتصادية.