الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

خيسوس سيد.. المرشح المكسيكي لإدارة منظمة التجارة العالمية (بروفايل)

خيسوس سيد.. المرشح المكسيكي لإدارة منظمة التجارة العالمية (بروفايل)

تستعد منظمة التجارة العالمية لاختيار المدير العام الجديد لها في الفترة الحالية مع انطلاق الانتخابات، وذلك خلفاً للمدير الحالي البرازيلي روبرتو أزيفيدو، الذي قرر ترك منصبه في نهاية أغسطس المقبل، قبل عام من انتهاء ولايته الثانية.

ويشهد أعضاء المنظمة خلال يومين بدءاً من الأمس في سماع رؤية وبرنامج 8 مرشحين، أبرزهم مرشح المكسيك خيسوس سيد، نائب وزير الخارجية المكسيكي وكبير المفاوضين الحاليين لاتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

ودرس خيسوس الهندسة الكيميائية في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد، وذلك تحت إشراف جيمس ميرليس الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، وكتب أطروحته عن السياسات الضريبية المثلى لتوزيع الدخل، كما خدم كأستاذ كرسي في جامعة وارويك بالمملكة المتحدة، وكمدير مؤسس لمركز الدراسات الاقتصادية بجامعة المكسيك كولميكس، وعمل في منصب السكرتير التنفيذي للجنة الطاقة النووية المكسيكية، ونائب رئيس جامعة لينغنان بهونغ كونغ، ونائب الرئيس المساعد للشؤون العالمية في الجامعة الصينية شينزين، كما عمل أيضاً كمستشار أول لوزراء الخدمات المالية والتجارة والصناعة في هونغ كونغ قبل أن يصبح كبير المفاوضين المكسيكيين لاتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا عام 2018.

ويمتلك المرشح المكسيكي خبرة طويلة لديناميكيات التجارة والاقتصاد في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، كما لديه علاقات راسخة مع الجهات الفاعلة الرائدة في التجارة العالمية، وذلك بالإضافة لخبرته الطويلة داخل مؤسسات عدة في أهم المنظمات الاقتصادية الدولية - بما في ذلك الاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة (GATT) وصندوق النقد الدولي (IMF) والبنك الدولي (WB) ومنظمة التجارة العالمية نفسها.

وشغل المرشح المكسيكي منصب سفير دولة المكسيك لدى الاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة، ما منح المكسيك العديد من الإنجازات والنجاحات فيما يتعلق بالنزاعات التجارية حول رسوم مكافحة الإغراق للأسمنت وحظر التونة على سبيل المثال.

كما مثّل المكسيك بصفته كبير المفاوضين لجولة أوروغواي، والتي كانت مقر مفاوضات تأسيس منظمة التجارة العالمية، وكانت قد شُكلت المفاوضات وتم الاتفاق على إجراء تغييرات على القيادة العليا، وتم تعيين بيتر ساذرلاند مديراً عاماً، وخيسوس نائباً للمدير العام الجديد وقاد الفريق الجديد المفاوضات إلى خاتمة ناجحة، تضمنت إعادة التفاوض على الفوائد لأقل البلدان نمواً، وللدول الأفريقية على الأخص، وأدت سلسلة المفاوضات إلى إنشاء منظمة التجارة العالمية كبديل للاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة والتي عمل بها كنائب المدير العام.

كما خدم كمستشار أول في صندوق النقد الدولي، حيث كان مسؤولاً عن إدارة سياسات صندوق النقد الدولي بشأن الأزمات المالية في الأرجنتين وتركيا والبرازيل. وتفاوض على تخفيف الديون لـ15 دولة أفريقية مثقلة بالديون، ما صقل خبرته في مجال الاقتصادات النامية ومهاراته كمفاوض. بالإضافة إلى ذلك، كان قد عمل كخبير اقتصادي رئيسي في البنك الدولي، وفي كلا المؤسستين، قاد بعثات المساعدة التقنية لأكثر من 50 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

ويواجه المدير العام الجديد عدة تحديات أبرزها إحياء المحادثات التجارية المجمّدة، والتحضير لمؤتمر 2021 الوزاري، الذي يعد بين أهم المناسبات التي تنظّمها المنظمة، وتحسين العلاقات مع واشنطن. كما سيواجه تحديات عدة وتطورات تشهدها المنظمة، مثل ما أحدثته تداعيات فيروس «كورونا» المستجد، كما تمثل إعادة بناء ثقة ومصداقية المنظمة، وإعادة تفعيل أجندتها التفاوضية التي وصلت إلى طريق مسدود، وتطوير نظام تسوية المنازعات أبرز أولويات المدير الجديد للمنظمة.

وكان المرشح المكسيكي أعلن في مؤتمر صحفي أن منظمة التجارة تحتاج في هذه المرحلة من عمرها لشخصية قوية عارفة بكيفية إدارة المنظمات وملمة بأساليب الإصلاح، مؤكداً قدرته على إيجاد آلية للنقاش في صراعات وتجاذبات التجارة العالمية الحالية، لتنتهي بنتائج مرضية لجميع الأطراف بمقترحات سيمتد مفعولها لوقت طويل.