الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بعد تحليقه فوق 2000 دولار.. هل سيكمل الذهب الارتفاعات التاريخية؟

بعد تحليقه فوق 2000 دولار.. هل سيكمل الذهب الارتفاعات التاريخية؟

أرشيفية

استكملت أسعار الذهب «الملاذ الآمن»، ارتفاعاتها الصاروخية والتاريخية، مع تزايد القلق بشأن تزايد حالات الفيروس التاجي كورونا، وحالة عدم اليقين بشأن تعافي الاقتصاد العالمي، وسط ترقب إقرار المزيد من إجراءات التحفيز، إضافة لاشتعال التوترات بين أمريكا والصين.

وبحلول الساعة 10:40 صباحاً بتوقيت غرينتش، توالت مكاسب الذهب للجلسة الرابعة على التوالي، ليصل إلى مستوى 2038.7 دولار للأونصة، مرتفعاً 0.12%. وفي ظل تلك الارتفاعات المتتالية، رفع خبراء توقعاتهم لوصول السعر على المدى القريب إلى مستويات تتجاوز 2300 دولار، وهو ما يتوافق مع توقعات بنك غولدمان ساكس والتي أطلقها مؤخراً توقعاته لسعر الذهب على مدى 12 شهراً إلى 2300 دولار للأوقية (الأونصة)، وهو ما تدعمه توقعات بمزيد من الانخفاض في أسعار الفائدة الحقيقية الأمريكية ومناخ إيجابي بالنسبة للمعدن الذي يعتبر ملاذاً آمناً، إضافة إلى الذهول الأخير الذي أصاب العالم بعد الانفجار الهائل الذي أردى «بيروت» كمنطقة منكوبة. كما تناغم تلك التوقعات مع ما قاله دييغو بارليا مدير صندوق التحوط «كواردريغا إيجنيو» في وقت سابق، إن أسعار الذهب عالمياً سترتفع لتراوح ما بين 3000 و5000 دولار للأوقية، وذلك خلال فترة من 3 إلى 5 سنوات.

وأكد كبير محللي الأسواق لدى «ثانك ماركتس»، لـ«الرؤية»، محمد زيدان، أن النظرة الحالية للذهب في ظل الظروف القائمة تشير إلى حصده مزيداً من المكاسب، والاتجاه نحو أهدافه عند مستويات 2100 ومنها إلى 2200 ثم إلى 2290 دولاراً للأونصة.

وأوضح أن الصعود الحالي يعود لنفس الأسباب القديمة، وأبرزها السياسات التحفيزية من البنوك المركزية، ومخاوف موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا، والمخاوف أيضاً من ارتفاع التضخم بشكل مفاجئ بسبب البرامج التحفيزية المرتقبة، والتي يتم إطلاقها لتخفيف التباطؤ أو الركود الاقتصادي.

بدوره، قال المدير التنفيذي لشركة «BIGinvest» للاستشارات، الحسن علي بكر، إن الذهب يستمر بتسجيل مستويات تاريخية جديدة في ظل استمرار العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية بالتأثير على توجهات المستثمرين، وتدفع بهم للنفور من المخاطرة واللجوء إلى الملاذ الآمن التقليدي المتمثل بالذهب.

وأضاف: «شهدنا الارتفاعات الأخيرة على الذهب والذي تمكن من خلالها من تسجيل مستوى 2000 دولار للأونصة في التداولات على العقود الفورية في ظل تزايد المخاوف من احتدام الحرب التجارية الأمريكية الصينية بعد تهديدات الرئيس ترامب بحظر تطبيق تيك توك الصيني في الولايات المتحدة، ما لم يتم بيعه لشركة أمريكية ورد الفعل الصيني الرافض لمبدأ بيع شركات تكنولوجية صينية».

وتابع: «في ظل غياب الملاذ الآمن الآخر المتمثل في الذهب الذي فقد ميزته كعملة أمان بعد دخول العائد الحقيقي للسندات الأمريكية إلى المنطقة السالبة، بقي الخيار الأمثل للأمان متمثل في الذهب، ولتكون أيضاً تراجعات الدولار دافعاً للذهب أيضاً للارتفاع».

وأشار إلى أنه في ظل هذه التوترات وتزايد المخاوف من قوة الموجة الثانية لجائحة كورونا، فإن المعدن الأصفر قد يستمر في طريقه القوي لتسجيل المزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، حيث إن الحاجز النفسي عند 2000 يمثل خطوة من عدة خطوات أمام ارتفاعات الذهب المقبلة.

من جهته، قال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة كاليان للمجوهرات، تي. إس كاليانارامان: «إن أسعار الذهب تشير إلى استمرارها نحو السماء، مشيراً إلى أنه برز كخيار استثماري مفضل. وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 30% هذا العام، حيث أدى تفشي الفيروس التاجي إلى إضعاف الاقتصاد وغموض التوقعات المالية العالمية، كما يدعمها انخفاض أسعار الفائدة وشراء الملاذ الآمن بسبب مخاوف سياسة الاحتياطي الفيدرالي والحوافز الحكومية التي تنقص العملة».

وأضاف أن المجوهرات الذهبية، على الرغم من كونها مشتريات نمطية مرغوبة ومقبولة، فهي أيضاً الأصول الوحيدة التي توفر ميزة السيولة وتقدير القيمة.

وأكد أن كل شيء من القضايا الجيوسياسية إلى العوامل الاقتصادية والتوترات الداخلية تنعكس في سعر الذهب، مشيراً إلى أن التوقعات الإيجابية حيال الأسعار صعبة، لأن هناك مستجدات بخصوص التغيرات الخاصة بالاقتصاد العالمي والأحداث بالمنطقة.

وعن فرص الشراء على الأسعار الحالية، أكد كومرتس بنك، في مذكرة بحثية، أن أسعار الذهب تعتبر فرص شراء.

يشار إلى أن أسعار الذهب محلياً بالإمارات عيار 24 قيراطاً، وسجلت ارتفاعاً قياسياً عند 242.25 للغرام، بينما ارتفعت أسعار عيار 22 و21 ألفاً إلى 227.50 درهم للغرام و217.25 للغرام على التوالي. كما تجاوز المعدن الأصفر سعر ألف أوقية بنهاية أمس الثلاثاء.

ونصح الخبراء المستثمرين بعدم بيع جميع الاستثمارات التقليدية، ولكن نصحهم بأن تكون المحفظة الاستثمارية لديهم الجزء الأكبر منها من المعادن الثمينة، بل من الذهب تحديداً، وسط تلك التوقعات السلبية، مشيراً إلى أن الكثير من الناس متحمسون للذهب اليوم بسبب حجم الديون المتراكمة حول العالم.